أخذت قضية احتجاز 177 بندقية صيد من عيار 12 و 16 ملم وكمية كبيرة من الذخيرة الحربية و 30300 أورو تم احتجازها منذ 13 يوما بمدينة قسنطينة بعدا آخر تورطت فيه (مصالح الجمارك) مادامت "المحجوزات" دخلت من ميناء سكيكدة، وبالرغم من أن نقابلة الجمارك بسكيكدة قد أصدرت الأسبوع الماضي بيانا نفت فيه التهمة، إلا أن لجنة عاصمية من المديرية العامة للجمارك التي بحثت وحققت في الموضوع وأصدرت قرارا بالتوقيف التحفظي لثلاثة من الموظفين جاء ليفتح ملفا آخر لهذه القضية التي زادها تصريح الفرنسي الموقوف "آلان رفائيل روجي" تعقيدا عندما قال أن (الذخيرة) تم إدخالها من ميناء سكيكدة مقابل منح جمركي علبة شيكولاطة و30 أورو، وهذا بعد التحقيق معه من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية بقسنطينة. القضية تعود إلى تاريخ 11 فيفري الحالي، إذ تلقت مصالح الأمن معلومات تفيد بأن كمية من الأسلحة النارية دخلت التراب الوطني وبالضبط إلى مدينة قسنطينة عبر ميناء سكيكدة على متن سيارة من نوع (مرسيدس) مهيأة ومجهزة للتخييم camping وترقيمها أجنبي. المصلحة الولائية للشرطة القضائية بقسنطينة باشرت في الحين تحرياتها فتم بسرعة تحديد مكان تواجد السيارة والمسكن الذي تتواجد فيه الأسلحة والذخيرة بحي سيدي مسيد بقسنطينة، وفي حدود التاسعة والنصف صباحا من ذات التاريخ طوّقت عناصر الأمن المكان، واقتحمت المسكن مما مكّنها من توقيف صاحبه المدعو (ب.م) البالغ من العمر 41 سنة ومن كان معه وهما من جنسية تونسية المدعوان (محمد قلهس 34 سنة ومختار تيري 31 سنة)، ولم تبد المجموعة أية مقاومة. أما الفرنسي (آلان رفائيل روجي) فتم توقيفه حوالي منتصف النهار ببلدة الخروب بولاية قسنطينة، وأسفرت العملية عن حجز كمية هامة من الأسلحة النارية قدرت ب 177 بندقية صيد من مختلف العيارات (120 منها من صنع فرنسي والبقية من صنع روسي) إلى جانب 995 خرطوشة من عيار 16 ملم و 12 ملم ومبلغ مالي بالعملة الصعبة قدره 30300 أورو أي أزيد عن 300 مليون بالعملة الوطنية، إضافة إلى ثلاث سيارات من نوع (باسات فولسفاغن وبيجو 206 ومارسيدس) كانت تستعمل في تنقلات أفراد الشبكة بالإضافة إلى حجز 5 هواتف نقالة كانت هي الأخرى تستعمل في الاتصالات فيما بينهم، خاصة عندما تمكنت سيارة المرسيدس من مغادرة ميناء سكيكدة مقابل (علبة شيكولاطة و30 أورو) وهذا بتاريخ 9 فيفري الحالي وكان يقودها الفرنسي (ألان رفائيل روجي) الذي تقدم من جمركي حسب تصريحات الفرنسي ومنحه علبة شيكولاطة فرنسية فأخذها منه، وبينما همّ بمغادرة الميناء عاود الجمركي الحديث معه طالبا مبلغا بالعملة الصعبة فمنحه (30 أورو أي حوالي 3000دج) ووعده بعدم خضوع سيارته لإجراءات المراقبة والتفتيش، وهذا ما جعل الفرنسي يدخل مطمئنا سالما، وأسلحته والذخيرة مخبأة بإحكام في مؤخرة السيارة. التحقيقات بالتنسيق مع المصلحة الجهوية لشرطة الحدود أكدت أن السيارة ذاتها أي المرسيدس وبنفس الترقيم دخلت التراب الوطني خلال شهر نوفمبر من عام 2006 عبر ميناء بجاية وهو ما أثار حولها الشكوك، خاصة أن سائقها هو المدعو (تيري جارمان) الجزائري المتجنس الذي غير جنسيته الفرنسية وحتى إسمه القديم (نجار توفيق) وتمّ التأكد بأن كمية أخرى من السلاح (ما بين 50 إلى 60 بندقية صيد) دخلت التراب الوطني عبر ميناء بجاية وبيع جزء منها بتبسة وقسنطينة وأم البواقي وباتنة.. ولم تسترد مصالح الأمن إلا 12 بندقية و431 خرطوشة فقط. أما عدد الأشخاص المتورطين في هذه القضية فبلغ 27 شخصا، أوقف 13 منهم وبقي 14 في حالة فرار، يقيم 4 منهم بفرنسا (1 من جنسية فرنسية والثلاثة الآخرين جزائريين). وقد امتثل المتهمون أول أمس الخميس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الزيادية بقسنطينة بتهمة تكوين وإدارة منظمة دولية لتهريب الأسلحة النارية والذخيرة دون ترخيص من السلطات العمومية أو المختصة وكذا المشاركة. للتذكير، فإن التحقيق في القضية وصل حتى الحدود التونسية. وحسب التحقيق فإن الشبكة متمركزة في مدينة تور الفرنسية وتتكون من جزائريين وفرنسيين والمموّل لها هو (قهلس محمد) التونسي الموقوف التحقيق وحسب رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية لازال متواصلا ومفتوحا إلى غاية استرجاع الأسلحة وتوقيف الفارين.. مع الإشارة إلى أن المتابعين هم تحت طائلة الأفعال الموصوفة بالإرهابية والتخريبية طبقا للمادة 87 / 07 مكرر. إيمان زيتوني