نظم معارضو الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي، وقفة احتجاجية أمام مقر الأرندي للمطالبة برحيل أويحيي وتصحيح مسار الحزب، متهمين هذا الأخير ب”التحايل” على الشعب ومناضلي الأرندي. في خطوة تصعيدية جديدة لجأ إليها معارضو الأرندي، احتج السبت، العشرات من مناضلي الحزب القادمين من مختلف ولايات الوطن ضد بقاء اويحيي على رأس الحزب، قادها كل من شهاب صديق وبلقاسم ملاح اللذان سبق وان طالبا بعقد مؤتمر استثنائي للحزب وانتخاب قيادة جديدة، وهي التحركات التي أريد من خلالها الضغط على أويحيي لإجباره على رمي المنشفة، مستغلين مدى الرفض الشعبي له، لاسيما وان تصريحاته الأخيرة، وهو على رأس الجهاز التنفيذي استفزت وأثارت غضب الجزائريين. وشهدت الوقفة التي نظمت أمام مقر الحزب ببن عكنون، مشاركة عدد كبير من أعضاء المكتب الولائي للعاصمة ومعسكر والبيض، وهذا بقيادة الناطق الرسمي باسم الأرندي “المزاح” من الحزب شهاب صديق، إلى جانب مناضلين من مختلف الولايات، الذين حاولوا اقتحام المقر بقوة بعد ورود معلومات عن تواجد أويحيي في مكتبه في بن عكنون، حيث حمل هؤلاء شعارات مناهضة له على غرار “نطالب باستقالة أويحيى”، “ديقاج أويحيى”، “دزاير ماشي سوريا”.. “يا أويحيى ألعن إبليس عمرك ما تكون رئيس”، “الحزب يسيره المناضلون وليس التلفون”، “نحن القوى الشعبية لا نخضع للقوى غير الدستورية”. وخلال الوقفة دعا الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني السابق، صديق شهاب، الأمين العام للحزب أحمد أويحيى، للرحيل ورمي المنشفة، لأن الأرندي – حسبه – ليس ملكا له. وقال شهاب صديق للصحافة، السبت، أن أحمد أويحيى تلاعب بالحزب طيلة فترة حكمه، وبقاءه في هذا المنصب سيقضي على التجمع الوطني الديمقراطي الذي بناه المناضلون الشرفاء، وأضاف المنشق عن الأمين العام للحزب: “أويحيى احتال على الشعب وعلى الجزائر، والآن يريد أن يحتال على الأرندي، ومناضليه عبر الكلام المعسول الذي لا فائدة منه”، وذهب شهاب صديق بعيدا في اتهاماته، حيث قال أن أويحيي “هو عدو الحزب وعميل لقوى أجنبية وداخلية، تريد ضرب استقرار الجزائر، ووحدتها”. بالمقابل، سارع الأرندي لإصدار بيان يستهجن التصرف الذي قام به صديق شهاب، واصفين الأشخاص الذين احتجوا أمام المقر بالهمجيين، حيث جاء في البيان: “قام المدعو شهاب صديق بحشد مجموعة مأجورة لا تزيد عن 50 شخصا أمام المقر الوطني لحزب الأرندي، وهم أشخاص غرباء عن الحزب منهم من ولاية الجزائر والبعض الآخر من ولايات أخرى”، مؤكدين “أن قرار الإقصاء الذي اتخذ في حق شهاب صديق لا يزال قائما”. يأتي هذا، في وقت تشهد الساحة السياسية حراكا شعبيا سلميا أعطى فيها المحتجون درسا للعالم في مدى سلميتهم وانضباطهم، وهو عكس ما تشهده الأحزاب السياسية التي عادت منذ بداية الحراك إلى ممارسات “البلطجة” القديمة.