تم، يوم الخميس الماضي بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة، تنظيم وقفة ترحمية على روح مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر في الذكرى 124 لوفاته. وقد حضر هذه الوقفة التي بادرت بها مؤسسة الأمير عبد القادر، وزير المجاهدين محمد شريف عباس ووزير المالية مراد مدلسي وشخصيات وطنية، فضلا عن عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وقد تمت بهذه المناسبة قراءة فاتحة الكتاب على روح مؤسس الدولة الجزائرية ووضع إكليل من الزهور أمام ضريحه. قرأ الوزير كلمة ذكّر فيها بالصفات الحميدة وأخلاق الأمير الفاضلة، إضافة إلى تواضعه وبساطته بالرغم من علمه الواسع حيث كان مفتيا وشاعرا وأديبا. وأضاف الوزير أن عهده تميز بإنشاء عملة وإقامة مصانع لإنتاج الأسلحة إلى جانب تجنيده وتعبئته للشعب الجزائري لمقاومة الاستعمار الفرنسي طيلة 15 سنة. من جهته، ذكّر رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، محمد بوطالب، في كلمة ألقاها أمام الحاضرين بمختلف المراحل الحاسمة في حياة هذه الشخصية بداية بمبايعته قائدا للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي في27 نوفمبر 1832 تحت شجرة الدردارة بسهل غريس بمعسكر إلى غاية وفاته بدمشق "سوريا" سنة 1883 بدوره، أشاد المجاهد صالح بالقبي بخصال الأمير عبد القادر وسعيه الكبير إلى إرساء قيم التسامح، مبرزا دوره التاريخي في "إنقاذ وحماية وإيواء عدد كبير من المسيحيين خلال الفترة التي قضاها بدمشق". وككل مرة مرت الذكرى باهتة بوقفة وكلمة ليتفرق الجميع وتعود صورة الأمير إلى أدغال النسيان، وهو الذي بعث الدولة الجزائرية من رحم العدم. تعود الذكرى الرابعة والعشرون بعد المائة لتجد آثار ووقف الأمير عبد القادر بسوريا تستغيث الإهمال والنسيان والتخلي عنها والجزائر لم تفعل شيئا لتستعيد هذا الإرث الحضاري، رغم أن سوريا كانت قد أبدت الاستعداد للتعاون مع الجزائر للحفاظ على الإرث الحضاري الذي يواجه اليوم خطر الاندثار بعد أن عرضه صاحبه هناك للبيع، ورغم أن وزارة الثقافة كانت قد أوفدت قبل سنتين وفدا إلى سوريا للوقوف على بيت الأمير هناك ودراسة مشروع كيفية الحفاظ على هذا الإرث، غير أن الوفد الذي عاد إلى البلد طوى أوراقه دون أن يقدم شيئا ملموسا حتى الآن، ومرت السنوات وتوالت الأيام والأحداث ومازال المشروع في طي النسيان ليعود الحديث عن الأمير في عاصمة الثقافة العربية بمشروع سينمائي قيل أنه ضخم وبرغبة من جهات عليا في البلد. وقيل أيضا أن ميزانية كبيرة رصدت له ورشح له مخرجون عالميون غير أن الفيلم بقي حتى الآن مجرد مشروع يطارد الوهم، بل أوهاما كثر الحديث بشأنها بعيدا عن أي فعل حقيقي، بقي مشروعا تتجاذبه رغبة وأحلام المخرجين أمثال غفراز، بن عمر بختي، وكتاب السيناريو كبوعلام بسايح، وواسيني الأعرج، الذي منحه "كتاب الأمير" جائزة الشيخ زايد للكتاب، وأكد أن إسرائيل أبدت رغبة في ترجمة الكتاب إلى العبرية، لكنه رفض. زهية منصر:[email protected]