طينة من السياسيين، لا تملك البديل أو الحلّ، لكنها تملك الكثير من القيل والقال والتحليل وأحيانا “الهبال” وما تعتقد أنه نشر للغسيل و”التبهديل”، وهذا النوع، لا يريد الانتخابات، ولا يريد فلان، ولا علان، ولا تعجبه كلّ القرارات والإجراءات والمبادرات ومحاولات الحلحلة، حتى وإن تحقق ما كانوا يطالبون به أنفسهم ويناضلون من أجله لعدة سنوات خلت ! هؤلاء يدركون جيّدا أن الصندوق ضدهم، وأن الإرادة الشعبية لم ولن تختارهم، وأن الأغلبية الساحقة والمسحوقة لا تسمع أصلا بهم وبنظرياتهم السفسطائية، وحتى إن تمّ تنظيم انتخابات “بلا تزوير”، فإن أفراد عائلاتهم لن يصوّتوا عليهم ولا على أحزابهم ومرشحيها، وفي هذا المقام، هناك الكثير من التجارب والشهادات وحتى الاعترافات ! ماذا يُريد أولئك؟.. الإجابة، تقول في بدايتها إن بعضهم يريد ركوب الحراك والاستفادة من “توبة” مزعومة وافتراضية، تعيدهم أو تبيّض صوّرهم وتغسل عظامهم لدى الرأي العام الذي يعرف سرائرهم جيّدا، وبعضهم الآخر، يزعم أن “فولو طيّاب”، والبعض الآخر ينطلق في كلّ تحركاته وتصريحاته ومواقفه من مقولة “نلعب وإلاّ نخسّر” ! هؤلاء يُريدون شيئا وحيدا، يحمل وسم المصلحة الشخصية، أوّلا وأخيرا وأبدا، ولا يهمهم لا الحراك الشعبي، ولا الديمقراطية ولا التنافس الانتخابي ولا إرادة الشعب، ولذلك، فإنهم يعادون كلّ ما يبادر أو يُحاول اختراع الحلّ، أو المساهمة في العثور على مخرج النجدة، وقد عادوا الشعب نفسه عندما انتخب ضدّهم، ومنهم من بايع توقيف المسار الانتخابي بداية التسعينيات، بغضّ النظر عن خلفياته وأهدافه، واليوم يتباكون على احترام رأي الناخبين ! لا يُمكن لمن تورّط ضد الشعب، أن يدّعي زورا وبهتانا الآن أن نضاله السياسي وخرجاته وحتى “تخلاطه” يدخل في إطار “نحبّك يا شُعب”(..)، ولا يُمكن لمن يتآمر على أمن البلد واستقرار المواطنين، أن يتحوّل فجأة إلى قدّيس أو إمام يشفع للناس من أجل دخول الجنة، كما لا يُمكن لمن فشل طوال 20 سنة أو أكثر، في تحسين معيشة الجزائريين وأحوالهم، أن يكون المفتاح الذي يفتح أبواب التغيير وبناء الجمهورية الجديدة ! من يخطط للوقيعة بين الشعب وجيشه، والجيش وشعبه، أو يتورّط في تحريضهما على بعضهما البعض، لا يُمكنه بأيّ شكل من الأشكال، وبأيّ حال من الأحوال، أن يُقنع الجماهير ولو أخرج النار من فمه، وطبعا فإن الفتنة أشدّ من القتل، ولذلك فإن محاولات إذكائها أو إيقاظها بين أبناء الشعب الواحد، هو أخطر ما في الموضوع، خاصة أن الراغبين في هذا السيناريو والعياذ بالله، همّهم الوحيد خدمة أنفسهم وحمايتها حتى من نفسها الأمّارة بالسوء !