دفع العدد الكبير للمنتجين والقنوات الخاصة وسط تراجع التلفزيون العمومي على صعيد إنتاج الأعمال التلفزيونية الكوميدية والدرامية في السنوات الأخيرة، إلى غياب بعض الأسماء المعروفة في ساحة التمثيل بالجزائر أبرزها الثنائي محمد عجايمي وبهية راشدي الذي “احتكرا” شاشة رمضان لفترة طويلة. وساهم الإنتاج التلفزيوني الذي يقدمه الخواص بالتعامل مع مخرجين جزائريين وعرب على غرار تونسيين ومصريين وحتى طواقم تركية، إلى “تغييب قسري” لبعض وجوه التمثيل الجزائرية التي طالما كان يتابعها الجزائريون مع حلول رمضان وتقريبا مع نفس المخرجين والمنتجين الذين يتعامل معهم التلفزيون الجزائري في الدراما والكوميديا. ومن بين الأسماء المغيبة والغائبة عن شاشة رمضان 2019 المعروف بوحش الشاشة “محمد عجايمي” الذي كان يحضر في كل مسلسل تلفزيوني يقدمه التلفزيون العمومي للمشاهد في رمضان، وكان آخر ظهور لمحمد عجايمي في مسلسل “حب في قفص الاتهام” بمشاركة بطلة مسلسل “مشاعر” سارة لعلامة التي لم تؤد دورا جيدا بحسب النقاد وبهية راشدي. ويرجع بعض المتتبعين غياب عجايمي إلى عدم اهتمام المخرجين ب”خدماته” نتيجة بقاء مستواه كما هو، حيث بقيت أدواره نمطية وتسير في اتجاه واحد. وحسب مختصين لا يكاد يختلف أداؤه في مختلف المسلسلات الدرامية التي قدمها مثل “كيد الزمن”، “حب في قفص الإتهام” وغيرها، بالمقابل برع عجايمي في المسلسلات التاريخية التي تحتاج فيها الأدوار إلى مقومات فيسيولوجية وصوت جهوري وعال وهو ما يتوفر في عجايمي الذي كان غالبا ما يتقمص شخصيات “عنيفة”، “وعصبية” في مسلسلات درامية. وغابت عن دراما رمضان الممثلة المعروفة بهية راشدي، والتي لطالما شكلت ثنائيا بارزا مع الممثل محمد عجايمي، في عديد الأعمال وكان آخرها المسلسل الدرامي “حب في قفص الاتهام”، كما أنّ بهية راشدي دخلت مجال تأليف الكتب، وشاركت في معرض الجزائري الدولي الأخير للكتاب 2018 رفقة الكاتب عثمان أوجيت بعمل مشترك صدر عن منشورات “دار الهدى” تحت عنوان “حكاية كتابي أنا” والعمل موجه للأطفال يحتوي على قصص مختلفة. وقبل التأليف، فإن التنشيط التلفزيوني أحد الأسباب التي دفعتها للتخلي تدريجيا عن التمثيل، بحيث شاركت بهية راشدي بطلة “امرأتان” في عدّة برامج تلفزيونية. في حين يرى بعض المتتبعين أنّ ظهور منتجين خواص ومخرجين عرب وأجانب واحتدام المنافسة بين القنوات الخاصة وسط غياب التلفزيون العمومي الذي كان يحتكر “هذه الأسماء”، عجل “برحيل” عجايمي وراشدي عن دراما 2019 التي جاءت في حلة جديدة وبممثلين جزائريين شباب وبخبرة أجنبية على صعيد الإخراج والمجال التقني.