شرع سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في تطبيق " سياسة العصيان "داخل المجلس الشعبي الوطني ،وفي أول مؤشر عن الإستراتيجية التي سيعتمدها طيلة الدورة التشريعية السادسة امتنع هذا الأخير عن رفع يده لإثبات حضوره في أول جلسة معلنة نظمتها الغرفة السفلى أول أمس ،وفيما وصف المجلس بعدم الشرعية والمزورة نتائجه اتهم مجموعة من النواب الجدد بالتورط في سوابق عدلية من دون أن يحدد أسماء أو انتماءات سياسية. وقال رئيس الأرسيدي في تصريح للصحافة على هامش جلسة إثبات العضوية المنعقدة يوم الخميس أن حضور حزبه في المجلس الشعبي الوطني لن يكون شكليا وسيعمل على تسجيل التأثير في مجرى نشاط وقرارات الهيئة التشريعية على اعتبار أن حضوره ب19 نائبا يجعله صيدا صعب المنال لأي جهة كانت ،معلنا رفضه العودة للمشاركة في الحكومة التي سبق وأن غادرها سنة 2002 ،متخذا أحداث القبائل ذريعة لمغادرة الجهاز التنفيذي إذاك وقال بأن عدم استقالة حكومة عبد العزيز بلخادم ومواصلتها مهامها بالرغم من تنصيب المجلس يعتبر فصل جديد من فصول اختراق القوانين والدوس على الدستور ،وعلى الرغم من أنه وصف المجلس الشعبي الوطني بالفاقد للشرعية والمزورة نتائج انتخاباته فقد برر في رد على سؤال " الشروق اليومي " بخصوص قبوله البقاء في مؤسسة فاقدة للشرعية بأن مقتضيات اللعبة السياسية والديمقراطية تفرض ذلك ، نافيا أن تكون نتائج الانتخابات التي أعطت حزبه 19 مقعدا أن تكون مخالفة لإرادة الشعب في الجزء المتعلق بحصته في المجلس ،ليكون بذلك سعدي قد أقر نزاهة النتائج في الجزء المتعلق بتمثيل حزبه وينفيها في الجزء المتعلق بنتائج التشكيلات السياسية الأخرى التي اتهمها بالتزوير والسطو على إرادة الشعب . سعيد سعدي الذي أكد أنه سيخوض معركة " حامية الوطيس " تحت قبة البرلمان لترسيخ مبدأ احترام القانون لم يستطع أن يستقر في مقعده ويلازمه طيلة أشغال الجلسة المفتوحة، وفي مشهد أبان " عجرفة كبيرة " تعمدها الرجل وفي مشاهد عديدة لا تعبر بتاتا عن المعارضة الجادة كما لا تبين وزن رجل سياسة محنك ورئيس حزب عمره يناهز عمر التعددية الحزبية في الجزائر ،فضل سعدي بهو البرلمان عن القبة التي كانت تشهد مجريات إثبات العضوية وفضل التجوال والذهاب والإياب برفقة نواب حزبه والأحاديث والتصريحات الإعلامية طبعا التي تنقلها الفضائيات الحاضرة لنقل مجريات الجلسة ، ففي وقت " استكبر " فيه عن رفع يده لإثبات حضوره فضل كذلك مغادرة القاعة مبديا عدم انضباط وعدم إكثرات لحضور مجريات الجلسة المعلنة ،كما أعطى أوامره لكتلته البرلمانية لتوزيع بيان صحفي خلال مجريات الجلسة داخل القاعة التي كان يديرها أكبر وأصغر نائب في المجلس الشعبي من دون أي إكثرات ، وإن تحدث البيان عن العشوائية التي تسود تسيير أمور البلاد على اعتبار أن الحكومة استمرت في ممارسة مهامها بالرغم من التنصيب الرسمي للمجلس غير أن دكتور الأمراض العصبية وبنفس العشوائية التي انتقدها عبر بيانه محاولا إبراز تموقعه في المعارضة أبان معارضة خاصة غريبة عن أعراف المعارضة في أعتى الديمقراطيات. سميرة بلعمري:[email protected]