سعيد سعدي في مواجهة معارضيه أطلق القيادي السابق في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، جمال فرج الله، حركة تصحيحية في حزب سعيد سعدي، متهما القيادة الحالية للأرسيدي، بممارسة الأبوية المطلقة وتهميش وإقصاء كل الأصوات المطالبة بالتداول الديمقراطي على قيادة الحزب، الذي لم يتغيّر رأسه منذ تأسيسه قبل حوالي عشرين سنة * * وأعلن نائب ولاية بجاية وعضو الأمانة الوطنية المستقيل، في الحصة الإذاعية "بكل صراحة"، التي بثتها القناة الإذاعية الثالثة أمس، عن الشروع في تنظيم لقاءات مع المنتقدين لسياسة سعيد سعدي، بهدف جمعهم حول موقف واحد، والذهاب بهم بعيدا في حركة تصحيحية لتوجهات الحزب، يبدو أنها صارت تتجذر من يوم لآخر، بحيث كان آخر المتمردين على القيادة الحالية، النائبين بالمجلس الشعبي الوطني، طارق ميرة وعلي براهيمي. * وأكد فرج الله أن جهوده في حشد الناقمين على سعدي، ستبدأ أيضا من داخل مبنى زيغود يوسف، من خلال السعي لتشكيل مجموعة برلمانية موازية، قال أنها ستكون نواة في التأسيس في إيجاد إطار تشريعي يفرض دمقرطة الحياة السياسية، سيما بعد أن تحوّلت الكثير من الأحزاب السياسية، إلى ما يشبه عروش وزعاماتها إلى ملوك لا يبرحون تيجانهم. * وكشف في هذا الإطار عن التحضير لمقترح مشروع قانون جديد سيعرضه في الأسابيع المقبلة، على مكتب الغرفة السفلى، يعيد النظر في قانون الأحزاب الساري المفعول، بما يمكّن من كسر طوق الديكتاتورية والفردانية، اللذان يحتمي بهما قادة الأحزاب السياسية، وهو المشروع الذي قال أنه سيلقى الترحيب من كل المناضلين الذين لقوا التضييق والتهميش في أحزابهم. * وقال المتحدث في إشارة إلى زعيم الأرسيدي، "من غير المعقول أن يستمر قادة أحزاب في مناصبهم لما يناهز عقدين من الزمن، ومع ذلك يتهمون السلطة بالتضييق على الديمقراطية"، داعيا بهذه المناسبة إلى فتح المجال أمام الإطارات الشابة، ليتسلموا المشعل، مؤكدا على أن اجتماع المجلس الوطني للحزب، يعتبر بالنسبة إليه "لا حدث ويفتقد إلى أية شرعية"، متسائلا "ماذا بقي من الشرعية لمجلس وطني نصف أعضائه الحاليين لم يشاركوا في المؤتمر الأخير"، يضيف نائب ولاية بجاية. * واتهم فرج الله "لم يحقق التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أي من الأهداف التي رسمت للحزب منذ تأسيسه"، وحمل المسؤولية الكاملة للرئيس الأوحد للحزب، سعيد سعدي، الذي لم يغادر منصب القيادة، بالرغم من مطالب التغيير المرفوعة وتعاقب الوجوه البارزة. * وفي سياق متصل، قللّ سعيد سعدي من المعارضة المتنامية ضد شخصه، معتبرا القيادات التي دبّرت التمرّد ضده مجرد أطرافا تبحث عن لعب دور "الأعيان."