تمكنت الجزائر وشركة “سوناطراك” من تجديد 3 عقود غازية كبرى مع شركاء أجانب في عز الحراك الشعبي ورغم ضبابية المشهد السياسي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ فيفري الماضي، وتخوف العديد من الشركاء من هذا الوضع، حيث افتكت “سوناطراك” عقودا لتصدير ما يقارب ال16 مليار متر مكعب نحو إيطاليا والبرتغال من الغاز في فترة تميزت بمسيرات مستمرة وإلغاء الانتخابات الرئاسية مرتين. وكانت البداية 16 ماي الماضي مع شركة “إيني” الإيطالية الشريك التاريخي للجزائر و”سوناطراك”، حيث وقّع الطرفان على تجديد عقود توريد الغاز لإيطاليا لعشر سنوات اعتبارا من 2020، وبكميات تدور حول 10 مليارات متر مكعب سنويا (ما بين 9 و10 مليارات)، رغم أنها كمية أقل مما كانت عليه سابقا بالنظر إلى تراجع نمو الاقتصاد الإيطالي وتقلص الطلب على الغاز في القطاع الصناعي خصوصا. وسبق مراسيم التوقيع زيارة للرئيس التنفيذي لشركة “إيني” الإيطالية، كلاوديو ديسكالتسي، إلى الجزائر في عز الحراك، وتحديدا في 23 أفريل الماضي، تمخض عنها توقيع مذكرة تفاهم تمهيدا لتجديد عقود تصدير الغاز لإيطاليا. وبعد الاتفاق مع “إيني” الإيطالية، جاء الدور على الطرف البرتغالي من خلال شركة “غالب” حيث اتفق الطرف الجزائري من خلال “سوناطراك” مع نظيره البرتغالي في 11 جوان الماضي، على تجديد عقد تصدير الغاز لهذا البلد الأوربي لعشر سنوات أخرى اعتبارا من 2020، بكميات تصل إلى 2.5 مليار متر مكعب سنويا، علما أن الشراكة بين الطرفين انطلقت عام 1994. وبعد “إيني” الإيطالية، و”غالب” البرتغالية، جاء الدور أمس على شركة “إينال” الإيطالية التي ستزودها “سوناطراك” ب3 مليارات متر مكعب سنويا، لمدة 8 سنوات اعتبار من 1 جانفي 2020، وإمكانية تمديدها لسنتين إضافيتين. وما يشفع للجزائر في تجديد العقود الكبرى لتصدير الغاز، حسب متابعين، هو أنها أوفت بالتزاماتها دوما تجاه الشركاء الأجانب وفي أحلك الظروف خلال السنوات الصعبة (العشرية السوداء)، وهو ما دفع بالشركاء الأجانب لتجديد عقود استيراد الغاز الجزائري، رغم كل ما قيل ويقال عن الوضع السياسي والاقتصادي وضبابية المشهد وتأجيل الرئاسيات في ظل الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري الماضي. ومن غير المستبعد أن تكون عمليات تجديد هذه العقود كإشارة إيجابية لباقي الشركاء لتجديد عقودهم رغم الوضع السياسي والاقتصادي الذي تمر به الجزائر، خاصة أن “سوناطراك” بصدد التفاوض مع عدة شركاء لتوقيع عقود أخرى في الأشهر المقبلة، حسب مصادر من الشركة. ويضاف إلى هذه العقود تلك التي جددت العام الماضي مع كل من “بوتاش” التركية، التي ستزودها “سوناطراك” بكميات من الغاز الطبيعي المسال GNL تقدر ب5 مليارات متر مكعب سنويا لمدة 5 أعوام. كما جددت “سوناطراك” شهر أوت 20187 عقد توريد الغاز إلى إسبانيا من خلال شريكها “ناتيرجي” (غاز ناتورال فينوسا سابقا)، بكميات سنوية تقدر ب8مليار متر مكعب على امتداد 9 سنوات.