أبرم مجمع “سوناطراك” النفطي، عقوداً متوسطة وطويلة المدى مع المجمع الطاقوي الفرنسي “أنجي”، بخصوص بيع وشراء الغاز الطبيعي المسيل والغاز عبر الأنابيب. وأوضح، بيان ل”سوناطراك”، أنّ التوقيع تم الثلاثاء، في الجزائر، بحضور أحمد الهاشمي مازغي، المسؤول عن نشاط التسويق بالشركة الجزائرية، مع إدوارد نفياسكي مدير وحدة الأعمال وإدارة الطاقة بمجمع “أنجي” الفرنسي. وأضاف البيان أنّ “سوناطراك ستقدم شحنات من الغاز الطبيعي من خلال أنبوب النقل العابر للبحر الأبيض المتوسط”. واللافت هذه المرة، أنّ “سوناطراك” لم تكشف عن مدة العقد، كما جرت عليه العادة مع العقود السابقة المبرمة مع إيطاليا وإسبانيا، ما يثير التساؤلات حول الغموض المتعمّد في إخفاء مدة العقود. وكانت الجزائر قد دخلت، مطلع السنة الحالية، مرحلة تجديد عقود الغاز مع شركائها التقليديين، بعد وصول أغلب العقود إلى نهاية آجالها، مع انتهاء السنة الحالية. وكانت البداية، في 16 ماي الماضي، مع شركة “إيني” الإيطالية الشريك التاريخي للجزائر و”سوناطراك”، حيث وقّع الطرفان على تجديد عقود توريد الغاز لإيطاليا لعشر سنوات اعتباراً من 2020، وبكميات تتراوح بين 9 مليارات و10 مليارات متر مكعب سنوياً. رغم أنّها كمية أقل مما كانت عليه سابقاً، بالنظر إلى تراجع نمو الاقتصاد الإيطالي. ثم اتفق الطرف الجزائري مع نظيره البرتغالي “غالب”، في 11 جوان الماضي، على تجديد عقد تصدير الغاز لعشر سنوات أخرى اعتباراً من 2020، بكميات تصل إلى 2.5 مليار متر مكعب سنوياً. وجاء الدور، نهاية جوان الماضي، إلى شركة “إينال” الإيطالية التي ستزودها “سوناطراك” ب3 ملايير متر مكعب سنوياً، لمدة 8 سنوات اعتباراً من 2020. وفي 13 من الشهر الحالي، جددت “سوناطراك” عقود إمدادات الغاز مع “إيديسون” الإيطالية ل8 سنوات قادمة، ليكون ثالث عقد يجدد مع إيطاليا، بعد تجديد العقود المبرمة مع الشركتين الإيطاليتين ENI وENEL خلال السنة الحالية، ما يسمح ل”سوناطراك” بتعزيز موقعها في السوق الإيطالية، حيث تبقى واحدة من الموردين الرئيسيين للغاز الطبيعي في هذا السوق. ويضاف إلى هذه العقود، تلك التي جددت، العام الماضي، مع كل من “بوتاش” التركية التي ستزودها “سوناطراك” بكميات من الغاز تقدر ب5 مليارات متر مكعب سنوياً لمدة 5 أعوام. وجددت “سوناطراك”، في شهر أوت 2018، عقد توريد الغاز إلى إسبانيا من خلال شريكها “ناتيرجي”، بكميات سنوية تقدر ب8 مليارات متر مكعب على امتداد 9 سنوات، ما يرفع صادرات الجزائر إلى قرابة 29 مليار متر مكعب سنوياً، نحوجنوب القارة الأوروبية، في انتظار تجديد العقود مع شركتي “توتال” و”غاز-سويز” الفرنسيتين، اللتين تعثرت المفاوضات بينهما وبين “سوناطراك” بسبب مدة العقود التي تريدها فرنسا 5 سنوات قابلة للتجديد، في حين تتمسك الجزائر ب10 سنوات على الأقل. وكانت الجزائر قد صدّرت، العام الماضي، 51 مليار متر مكعب من الغاز، 35% نحو إيطاليا و31% نحو إسبانيا، و13% نحو البرتغال و8% فقط نحو فرنسا، في حين تم تصدير 75% عبر الأنابيب الثلاثة التي تربط الجزائربإيطاليا وإسبانيا، وفق أرقام “سوناطراك”.