تطورت الحركة الاحتجاجية التي شنها عشرات المواطنين أمام مقر بلدية الاغواط، بداية من الاثنين، للمطالبة بهدم البنايات الفوضوية المشيدة في أحياء برج السنوسي والأفران والمجاهدين وبوشاكر، إلى مناوشات مع قوات الأمن التي قامت باعتقال 9 محتجين من بينهم الناشط الحقوقي عباس بن نيش، بعد محاولة تفريغهم على خلفية غلقهم للطريق الرئيسي بوسط المدينة. أقدم عشرات الشباب على غلق مفترق الطرق المؤدي إلى أحياء الصادقية وقصر البزائم والشطيط، بالحجارة والمتاريس وإشعال النار في العجلات المطاطية للاحتجاج على اعتقال مجموعة من الشباب، الذين طالبوا السلطات المحلية بتنفيذ قرارات الهدم، وهو ما لم يستسغه الغاضبون الذين دعوا إلى الإفراج عن رفاقهم وفتح تحقيق عن الجهة التي تقف وراء عدم تنفيذ قرارات الهدم، وكشف المتلاعبين بالعقار والساكتين عن نهب أراضي الدولة من طرف القاطنين في أحياء البرج والمجاهدين وبوشاكر. إلى ذلك أصيب ثلاثة أشخاص من عرش أولاد نائل تتراوح أعمارهم ما بين 25 و35 سنة بطعنات بالسلاح الأبيض أول أمس، في مناوشات بين شباب من المرحلين من الحي القصديري بحاسي الرمل إلى السكنات الجديدة بمدينة بليل ونظرائهم من السكان القدامى، ما استدعى نقلهم لمصلحة الاستعجالات بمستشفى بن عجيلة، حيث أجريت عمليتان جراحيتان لاثنين من المصابين على مستوى الرئة والبطن، فيما تلقى المصاب الثالث الإسعافات اللازمة قبل أن يغادر المستشفى. موازاة مع ذلك فقد اختلفت الروايات عن سبب الخلاف الذي تسبب في الحادث المأساوي الذي لازالت انعكاساته تخيم على مدينة بليل، حيث كشف احد أقارب الضحايا بان أبناءهم كانوا ضحية صراعات ضيقة يقف وراءها بعض الراغبين في الدخول إلى معترك الانتخابات المحلية القادمة، وفي السياق ذاته فقد علمت "الشروق" بان السلطات المحلية والمنتخبين الحاليين بالتنسيق مع أعيان عرشي الحجاج وأولاد نائل يسابقون الزمن من اجل لم الشمل وقطع الطريق أمام جهات خفية تهدف إلى إثارة النزعات العرشية وإدخال عاصمة الغاز في دوامة لانهاية لها.