تحول أمس، احتجاج عشرات الشباب البطال والآخرين المطالبين بالسكن الاجتماعي إلى مشادات مع قوات مكافحة الشغب التي تدخلت لمنع الشباب الغاضب من اقتحام مقر الولاية بالقوة لمقابلة الوالي الذي كان في لقاء مع الرئيس المدير العام للبنك الجزائري، وذلك بعد أن تمكنوا من إغلاق مقر الوكالة المحلية للتشغيل ومنع الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم بعدما اتهموهم بالتلاعب والمحاباة في عمليات التوظيف. المحتجون طالبوا الوالي بتشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة المتلاعبين بعروض العمل، إلى جانب المطالبة بنزع وثيقة محاولة التشغيل التي تكرس المحاباة في التوظيف، وكذا إعادة فتح مقرات الشركات المغلقة بحي الصادقية والموافقة على التوظيف المباشر وتحويل وكالتي التشغيل بحاسي الرمل وبليل إلى عاصمة الولاية. من جهة أخرى، التحق جامعيون من حملة شهادات الليسانس، علوم اقتصادية، بمكان الاحتجاج، حيث طالبوا بحقهم في المشاركة في مسابقات التربية. وأمام عدم حضور مسؤول الهيئة التنفيذية إلى وكالة التشغيل، فقد توجه الغاضبون إلى مقر الولاية وحاولوا اقتحامها من خلال تسلق الأسوار، ليصطدموا بأعوان مكافحة الشغب، الأمر الذي ضاعف من تأزم الأمور التي تحولت إلى ساحة لتبادل الرشق بالحجارة من قبل المحتجين والقنابل المسيلة للدموع من طرف عناصر الشرطة، وهو ما تسبب في إصابة بعض النساء اللواتي جئن للمطالبة بحقهن في السكن. وأمام تصاعد الأمور، أغلق المحتجون الطريق المؤدي إلى وسط المدينة وشلوا حركة المرور، قبل أن يتدخل رئيس الأمن الولائي وقائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لتهدئتهم والتعهد لهم برفع انشغالاتهم إلى السلطات المحلية التي كانت غائبة تماما عن مسرح الاحتجاجات.