انتفض عمال قطاع الصحة بقسنطينة، صبيحة الإثنين، وشنّوا حركة احتجاجية عارمة، بالسير على الأقدام انطلاقا من أمام المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، باتجاه مقر مديرية الصحة بقلب المدينة، أين اعتصموا مطالبين برحيل مدير الصحة والمفتشة الرئيسية لمديرية الصحة. المحتجون المنضوون تحت التكتل النقابي للنقابة الجزائرية لشبه الطبي والاتحاد العام للعمال الجزائريين، والنقابة المستقلة “السناباب” والقادمون من مختلف المؤسسات الصحية عبر إقليم ولاية قسنطينة، رفعوا عدّة شعارات مطالبة برحيل مدير الصحة الذي اتهموه بالعجز في تسيير القطاع، إلى أن وصلت حالته إلى وضعية وصفوها بالكارثية، بعد تردي نوعية الخدمات الصحية عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، والمراكز الصحية ما عمّق من معاناة المرضى ويعرض حياتهم للخطر، جرّاء الإهمال غير المبرر. مسؤولو التنظيمات النقابية أكدوا أن الوضعية وصلت إلى حد التعفن وأنهم ظلّوا منذ مدّة يفضلون لغة الحوار ويميلون إلى التهدئة والتعقل على أمل استجابة مدير الصحة إلى المطالب المرفوعة خاصة ما تعلق منها بإيجاد الحلول المثلى للتكفل بصحة المرضى، إلاّ أن كل الوعود التي ظلّ يطلقها مدير الصحة بالولاية خلال اجتماعاته السابقة مع الشركاء الاجتماعيين ظلّت مجرد حبر على ورق، رغم توثيقها في محاضر رسمية، مؤكدين أنهم اضطروا للخروج إلى الشارع في مسيرة ضخمة للفت انتباه السلطات المحلية والمركزية وفي مقدمتهم وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الذي ناشدوه بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الوضعية العالقة، خاصة بعد توالي الفضائح والمهازل في قطاع الصحة بالولاية، بعدما أصبحت الكلاب الضالة تتجول داخل المصالح الاستشفائية بمستشفى البير، دون تحرك مدير الصحة الذي لم يكلف نفسه حتى عناء إيفاد لجنة تفتيش إلى المستشفى رغم إبلاغه من طرف ممثلي العمال بما يجري، وكذا غضه الطرف عن تقصير بعض المؤسسات الأخرى، في التكفل بالمرضى، حيث تقوم كل المؤسسات بتوقيف أجهزة السكانير عن العمل مساء وأيام العطل الأسبوعية، ما يجعل كل الضغط يقع على المستشفى الجامعي، شأنه في ذلك شأن غياب الفحص الطبي المتخصص في مستشفى الخروب مساء، وتوجيه المرضى إلى مستشفى ابن باديس، وغيرها من المشاكل التي سبق أن تم طرحها على مدير الصحة والسكان الذي لم يكلف نفسه حتى محاولة السعي لإيجاد الحلول المناسبة لها مع الشركاء الاجتماعيين والمهنيين. المحتجون طالبوا أيضا برحيل المفتشة الرئيسية لمديرية الصحة التي اتهموها بالتعسف والحقرة في حق العمال الذين كثيرا ما اشتكوا من تصرفاتها وطريقة تعاملها معهم خلال خرجاتها التفتيشية عبر مختلف المؤسسات الصحية بالولاية، مؤكدين أن النقابات لا ولن تعترض على أداء المفتشة لمهامها بغرض الوقوف على النقائص والعمل على معالجتها، بل إنها تعترض على طريقة تعاملها مع موظفي القطاع، وإهانتهم في طريقة كلامها معهم. وخلص المحتجون إلى التهديد بشنّ إضراب مفتوح يشل كل المؤسسات الصحية وتشارك جميع النقابات المعنية، ما لم تسارع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بالتدخل والاستجابة إلى المطالب المرفوعة. من جهته، مدير الصحة أكد أن أبواب مكتبه مفتوحة أمام كل الشركاء الاجتماعيين وموظفي القطاع، وأنه على استعداد تام للعمل معهم لحل جميع المشاكل المطروحة.