طرح الأمين العام الجديد للمركزية النقابية سليم لعباطشة خيار الحوار لتسوية الحراك النقابي الذي يعيشه الاتحاد العام للعمال الجزائريين منذ أشهر والذي لم يهدأ رغم ذهاب سيدي السعيد من التنظيم النقابي، وهو الخيار الذي لقي معارضة من الحرس القديم في الأمانة الوطنية المقرب من سيدي السعيد، وتأييدا من أعضائها الجدد. وفي السياق، أسرت مصادر عليمة بالمركزية النقابية ل”الشروق” أن سليم لعباطشة باشر اتصالات منذ أيام مع وجوه بارزة في الحراك النقابي المناهض لسيدي السعيد والذي استمر رغم ذهابه. ووفق المعلومات المتوفرة فإن لعباطشة لمس برودة شديدة لدى النقابيين الذين اتصل بهم بهدف مباشرة حوار والتوصل إلى حل، في ظل استمرار التوقيفات والإقصاء بحق نقابيين معارضين لقيادة التنظيم، حيث اشترطوا إلغاء جميع قرارات التوقيف بحق النقابيين كشرط مسبق لمباشرة أي حوار. ووفق ما تسرب، فقد مارس رجالات سيدي السعيد أو ما يعرف بالحرس القديم في الأمانة الوطنية، ضغوطا على لعباطشة لعدم مباشرة أي حوار مع الحراك النقابي، واقترحوا عليه إصدار قرارات فصل وإقصاء للوجوه البارزة في الاحتجاجات المتكررة ضد قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وهو الإجراء الذي لقي معارضة من طرف الأعضاء الجدد في الأمانة الوطنية. ومن المنتظر أن يلتقي لعباطشة بحر هذا الأسبوع بالاتحاد المحلي لرويبة والمنطقة الصناعية وفدرالية عمال الميكانيك في لقاء غير رسمي على اعتبار أن الحراك النقابي اشترط إلغاء العقوبات كخطوة مسبقة لعقد حوار في إطار رسمي. وتفيد الأخبار الواردة أن مسؤول التنظيم الجديد في المركزية النقابية الحاج حمو طواهرية من أشد المؤيدين لخيار الحوار لحل المشاكل النقابية، خصوصا بالنظر لتجربته في حل عدة قضايا شائكة في فدرالية عمال البترول والغاز والكيمياء وخصوصا عمال سوناطراك، ومعروف عنه معارضته لخيارات الإقصاء والفصل. وبخصوص الاتحاد الولائي للجزائر، فإن التحضيرات من طرف اللجنة التنفيذية الولائية لعقد اجتماع لها، سيتم خلاله إما تزكية الأمين العام بالنيابة ايدير بوكابوس، أو تعيين أمين عام جديد باعتبار أن لها الصلاحيات. أما الرافضون لبوكابوس فقد اقترحوا عقد مؤتمر استثنائي جديد للاتحاد الولائي للجزائر، لكنه مقترح قوبل ببرودة ورفض من طرف قيادة المركزية النقابية.