تشير الأنباء الواردة من بيت المركزية النقابية إلى أن توزيع المهام على أعضاء الأمانة الوطنية الجدد يتجه نحو منح أهم منصب وهو الأمين الوطني المكلف بالتنظيم لشخصين من اشد المقربين من سيدي السعيد، في وقت عادت فيه “الكادنة” إلى الظهور “مجددا” من خلال استعمالها لمنع مسؤول الاتحاد الولائي بالنيابة المعين من سيدي السعيد خلفا لعمار تاقجوت، من دخول المقر بساحة أول ماي. وحسب ما تسرب ل”الشروق”، فإن عمل كولسة كبيرة قد انطلق في بيت المركزية النقابية تحسبا لتوزيع المهام على الأعضاء الجدد للأمانة الوطنية، وتشير المعلومات إلى وجود رفض كبير لتولي وجوه سيدي السعيد لأهم منصب فيها وهو الأمين الوطني المكلف بالتنظيم. وبحسب ما تردد في بيت المركزية النقابية، فإن كلا من سليمان سقر وعبد القادر عجابي مرشحان فوق العادة للفوز بهذا المنصب الذي يعتبر الأهم بعد الأمين العام، طبعا، اللذين شغلا منصبي المالية والممتلكات والعلاقات الخارجية على التوالي في عهد الأمين العام السابق. ولقي هذا التوجه مقاومة سواء من أعضاء من الأمانة أو من طرف قياديين ونقابيين في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذين شددوا على أن تعيين أشخاص من أشد المقربين لسيدي السعيد سيقود المركزية النقابية، وتحديدا قسم التنظيم، نحو نفس الممارسات السابقة في عهد الأمين العام المنتهية عهدته. كما حذر نقابيون الأمين العام الجديد من مغبة منح أهم منصب في الأمانة الوطنية وهو التنظيم، لأشخاص كانوا أعضاء في الأمانة السابقة وشاركوا في الانحرافات التي اعترف لعباطشة بنفسه بوقوعها وتعهد بتصحيحها وعدم الوقوع فيها مجددا. وفي سياق آخر، أقفل مئات النقابيين أمس مقر الاتحاد الولائي للعاصمة ب”الكادنات” في وجه الأمين العام بالنيابة للاتحاد الولائي للجزائر بوكابوس الذي عيّنه سيدي السعيد ساعات فقط قبل رحيله عن المركزية النقابية، كأمين عام للاتحاد الولائي للجزائر، عمار تاقجوت. وتجمع، الثلاثاء ، نحو 300 نقابي بمقر الاتحاد الولائي للجزائر بساحة أول ماي، في أول احتجاج يواجهه الأمين العام الجديد سليم لعباطشة، حيث قام المحتجون بتغيير أقفال المقر (الكادنات) ومنعوا إيدير بوكابوس، الأمين العام بالنيابة المعين من سيدي السعيد ساعات قبل تنحيته من منصب أمين عام المركزية النقابية. وحسب المحتجين، فإن المسؤول المعين من طرف سيدي السعيد يشبه تماما المسؤولين الذين عينتهم القوى غير الدستورية في إشارة إلى شقيق بوتفليقة قبل تنحي الرئيس المستقيل، ولذلك، لن يكون هناك أي اعتراف ببوكابوس على رأس الاتحاد الولائي للجزائر، وتحدث النقابيون والعمال عن عمليات إقصاء شرع فيها بوكابوس مباشرة بعد تعيينه من طرف سيدي السعيد، وهي إقصاء مسؤول الاتحاد المحلي لسيدي أمحمد فريد بن عامر، وتعويضه بقريبي رابح.