لا يجد الكثير من شباب وشابات اليوم من حرج بالتجول علنا بملابس لا تليق إلا للشاطئ والسباحة، ضاربين بالقيم والأخلاق عرض الحائط، غير مبالين ببنية المجتمع المحافظة، تحت شعار “الحرية الشخصية”. فالمتجول هنا وهناك، خصوصا في وبالقرب من المدن الساحلية، سيصدم من الملابس المتداولة والدارجة.. أقمصة شفافة، تكشف الملابس الداخلية، تنانير قصيرة، سراويل صيفية قصيرة، أثواب صيفية قصيرة، تكشف أكثر مما تغطي، شباب يتجولون ب”التبان”، غير مبالين بالعوائل التي تتجول هنا وهناك، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، التي تدعو الجميع إلى الخروج. لباسي حرية شخصية تقول الشابة “إيناس”، التي كانت ترتدي سروالا قصيرا وقميصا شبه شفاف يكشف أك!ثر مما يستر، إن لباسها حرية شخصية، وإنه لا يحق لأي كان التدخل في ما تفضله: “كما لو أننا نحن فقط من نلبس هكذا، كل العالم يلبس هكذا، هذا إضافة إلى أن اللبس حرية شخصية، وطالما أن والديّ لا يتدخلان ولا يحتجان، فلا يهمني كائن من كان”. حرارة الصيف تحتم علينا تخفيف الملابس ولا تختلف نظرة هذه الفتاة عن فتاة أخرى، يبدو أنها فتاة من المرحلة الثانوية، كانت ترتدي ثوبا صيفيا خفيفا مرفوقا بسروال قصير جدا، بشعر مموج ومرفوع، أكدت لنا أن لباسها خط أحمر، ولا يمكن لأي كان التعليق عليه، أو التدخل فيه، متحججة بحرارة فصل الصيف الملتهبة. الجميع يلبس هكذا! وفي ذات السياق، يرى “آدم”، شاب في بداية العقد الثاني- كان مرتديا تبانا مخصصا للسباحة وقميصا داخليا لونه أسود من قماش “التريسي”- أن الجميع يلبس هكذا، وأنه يرفض أن يتدخل كائن من كان في طريقة لبسه، لأنها حرية شخصية، ولأن الجميع يرتدي هكذا، وحتى السوق الجزائرية تعج بنفس ما يرتديه. سنقاطع الصيف بسبب هذه الملابس يقول “خالد”، 49 سنة، متزوج وأب لثلاثة أطفال، إنه وأسرته سيضطرون إلى البقاء في المنزل العائلي، حتى لا يصطدموا بمثل هذه المظاهر، التي تخدش الحياء والوجه العام: “ما يحدث في شوارعنا انفلات تام، وملابس البعض تحتاج إلى تدخل شرطة الآداب، فالثياب فاضحة وكاشفة، والكثير يرتدون علنا ملابس معدة في الأصل للسباحة وللشواطئ، أنا شخصيا تناقشت مع زوجتي، وقد لا نخرج مجددا، إذا استمر الوضع على هذه الحال”. على الأسرة مراقبة أبنائها تقول الأخصائية “فضيلة بخيتي” إن هذه الظاهرة انتشرت تحت ذريعة التمدن والتحرر، وهي خادشة للمجتمع وللذوق العام: “ما يحدث في شوارعنا اليوم أمر خادش للحياء وللذوق العام، ولابد للأولياء من منع أبنائهم من ابتياع مثل هذه الملابس، والتغيير يبدأ في الأسرة، فأي أسرة تقبل أن يمشي أبناؤها عراة بينها؟ واللوم كل اللوم على الدولة، التي فتحت السوق دون مراقبة، وتسمح بإدخال كل شيء”.