أجمل ما قيل بعد التتويج الرائع للجزائر بلقب بطولة أمم إفريقيا هو تصريح اللاعب الواعد آدم وناس الذي سارع للقول بأن المنتخب الجزائري مطالب بالفوز باللقب القاري الذي سيُلعب في الكامرون في صيف 2021، مما يعني السيطرة المطلقة على الكرة الإفريقية، وفي حالة بقاء نفس الطاقم الفني وعلى بعد سنة واحدة فقط من تنظيم منافسة كأس العالم 2022 في قطر، فأن الخضر سيكونون في مهمة الدفاع عن لقبهم في الكامرون، وتحقيقهم للتتويج هو تأكيد بأن ما تحقق في القاهرة إنما هو مجرد خطوة أولى للسنوات الكروية الحقيقية الواعدة للمنتخب الجزائري. كل منتخبات شمال إفريقيا بعد نتائج الكان الأخيرة، وعلى رأسها مصر والمغرب تعرضت لهزات فنية عنيفة، بينما أنهى الخضر مغامرتهم باستقرار وثبات وهدوء وهو ما يعني أنهم في وضعية رائعة للمواصلة. الموسم الكروي القادم سيكون باسم الجزائر بطلة إفريقيا، وعلى الأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات القارية والعربية أن تدرك بأنها معنية بالألقاب، فهي تمثل البطل، الذي لم يلعب هذه المرة بمحترفيه خريجي المدرسة الفرنسية فقط، وإنما بعدد كبير من الأساسيين من الذين لعبوا في الدوري الجزائري وصنعوا الآن لأنفسهم أسماء كبيرة وهم يوسف عطال ورامي بن سبعيني وجمال بلماضي ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح إضافة إلى بوداوي ودوخة وحليش، مما يعني أن أي لاعب في الدوري الجزائري بإمكانه أن يفتك مكانا في عالم الاحتراف وأن يلعب ويجتهد من أجل تقمص ألوان الخضر، ويوجد لاعبون واعدون لم يشاركوا في القاهرة ولكن قد يكونوا مستقبلا مع المنتخب الوطني وهم من خريجي البطولة الجزائرية وعلى رأسهم، لاعب أونجي الملالي والمهاجم المحترف في الدوري الهولندي أسامة درفلو ولاعب سيون السويسري عبداللاوي. عندما تألق الخضر في مونديال البرازيل وعادوا إلى الجزائر كأمة كروية كبرى في القارة السمراء في نفس السنة أي 2014، توّج وفاق سطيف بلقب رابطة أبطال إفريقيا، ولم يكن الوفاق في تلك السنة بنفس القوة التي تمتع بها قبل وبعد تلك المشاركة ومع ذلك حصد اللقب القاري، ولا يجب لشبيبة القبائل واتحاد الجزائر أن يلعبا من أجل هدف آخر غير التتويج باللقب القاري لرابطة الأبطال، بالرغم من أن شبيبة القبائل لم ترحمها القرعة ووضعتها في مواجهة أندية قوية منذ الدور الأول في صورة المريخ السوداني، كما أن الأندية المشاركة في الكونفدرالية وهي بارادو وشباب بلوزداد وحتى المشاركة عربيا وهي شباب قسنطينة ومولودية العاصمة وشبيبة الساورة، لا يجب أن تتحجج بنقص الخبرة لأنها تمثل البلد الحائز على اللقب القاري والذي لعب بنجوم من الدوري الجزائري. الخضر في فوزهم الأسطوري باللقب القاري أسقطوا عدة عصافير بحجر واحد، فقد فازوا بمباريات كثيرة خارج الديار وأمام منتخبات عالمية شاركت في المونديال وفي أجواء مناخية صعبة جدا في درجة حرارة مرتفعة ورطوبة قياسية، وأحيانا أمام أنصار يشجعون المنتخب المنافس كما حدث أمام نيجيريا في مباراة الدور النصف النهائي، والفوز خارج الديار، كان من العقد التي يعاني منها الخضر، من زمن حسان لالماس ورابح قموح ولخضر بلومي ورابح ماجر، إلى غاية زمن كريم زياني ومجيد بوقرة رياض محرز وسفيان فيغولي، ولن تقبل مستقبلا أي حجج للأندية الجزائرية التي تشارك قاريا، وما قاله الحاج محمد رورواة عن ضرورة المشاركة من أجل التتويج باللقب وإلا الانسحاب تجنبا للتعب ولتبذير الأموال في السفريات الكثيرة في قلب القارة الإفريقية هو الواجب تطبيقه بالنسبة لبلد هو حاليا بطل بكل جدارة واستحقاق للقارة السمراء. حققت مصر من سنة 2006 إلى غاية 2010 ثلاثة ألقاب قارية على التوالي واحد منها تحقق في مصر والبقية بين غانا وأنغولا، بنفس المدرب المحلي حسن شحاتة وبنفس الأعمدة الكروي، وموازاة مع ذلك كان الأهلي المصري يتسيّد الكرة القارية، وبالرغم من أن مصر لا تمتلك في تاريخها مواهب كروية خارقة للعادة، كما هو الحال بالنسبة للمغرب والجزائر والكامرون ونيجيريا وكوت ديفوار، إلا أن هذا الجو الكروي الممزوج بالتتويجات والبطولات، الذي صنعه الفراعنة والأهلي، هو الذي أنجب لاعبا خارقا هو محمد صلاح من رحم الدوري المصري، الذي حقق لمصر نهائي الكان في الغابون وأعادهم للمونديال، وفي حالة تحقيق الخضر لمواصلة حصد الألقاب القارية في الكامرون وما بعدها، وتمكن أندية جزائرية، ومنها اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل من حصد ألقاب رابطة الأبطال الإفريقية فسيظهر بالتأكيد نجوم كبار وربما عالميين من الدوري الجزائري وأيضا من فرنسا، وسيصبح تقمص ألوان الخضر هدفا من الجميع في الدوري الجزائري، وشرف كبير لخريجي المدارس الفرنسية. ب.ع