خلّفت النيران المشتعلة في غابة شطابة بولاية قسنطينة، منذ مساء الإثنين، خسائر معتبرة في الغطاء الغابي والنباتي بالمنطقة، بعدما أتت ألسنة اللهب على عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية والأحراش. وجدت فرق الإطفاء التابعة لمصالح مديرية الحماية المدنية، والمدعومة بفرق من أعوان الغابات، صعوبة كبيرة في التحكم في ألسنة النيران المشتعلة بسبب سرعة الرياح من جهة وكذا صعوبة تضاريس بعض المنطقة الغابية من جهة أخرى، فضلا عن الدخان الأسود الكثيف الذي غطّى أرجاء غابة شطابة منذ مساء الإثنين، ما عقّد من مهمة فرق الإطفاء، وقد سجلت مصالح مديرية الحماية المدنية بقسنطينة، مساء الثلاثاء، إصابة عونين من فرق الإطفاء التي تدخلت لإخماد النيران المشتعلة بغابة شطابة، حيث تم إسعافهما من طرف زملائهما ونقلهما إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، في وقت تواصلت فيه عملية إطفاء النيران إلى ساعات متأخرة من مساء نهار أمس، دون التحكم في الحريق الذي امتد إلى مساحات شاسعة من غابة شطابة. وبالموازاة مع ذلك، فقد اندلع حريق مهول زوال، الثلاثاء، بغابة جبل الوحش، التي شهدت نهاية الأسبوع الماضي، اندلاع سلسلة من الحرائق التي استمرت على مدار يومين كاملين، وخلّفت جملة من الخسائر في الغطاء الغابي والنباتي بالمنطقة، تمثلت أساسا في 300 هكتار تنوعت بين أشجار غابية وأحراش، بالإضافة إلى مجموعة من الأبقار كما تضررت شبكة التزود بالطاقة الكهربائية. ولم تفلح مجهودات فرق الإطفاء وقتها في إخماد ألسنة اللهب المتصاعدة، ما دفع بالسلطات إلى الاستنجاد بالرتل المتنقل للحماية المدنية لولاية أم البواقي وطائرتين عموديتين، متخصصتين في إطفاء النيران، التي ساهمت سرعة الرياح وارتفاع منطقة جبل الوحش المتواجدة على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر في ارتفاعها. وفي الوقت الذي اختلفت فيه الفرضيات حول ظروف وأسباب اندلاع تلك الحرائق التي دمرت مساحات شاسعة من الغطاء الغابي والنباتي عبر إقليم ولاية قسنطينة، فإن كل السلطات وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية والقضائية مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بضرورة الكشف عن هوية مرتكبي جرائم إشعال النيران في المناطق الجبلية والغابيبة والتي أضرّت كثيرا بالغطاء الغابي والطبيعي عبر عدد من الولايات.