ما كان مجرد إشاعات ومطالب مرفوعة من هنا وهناك، أصبح حقيقة.. أحزاب التحالف الرئاسية، خارج دائرة اهتمامات لجنة الحوار والوساطة، التي يقودها رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، كريم يونس. التأكيد جاء على لسان كريم يونس في الندوة الصحفية التي نشطها الخميس: “نحن نطبق توجهات المجتمع والحراك الذي يرفض ذلك، وهناك الكثير من الأحزاب والشركاء الذين رفضوا مشاركة أحزاب الموالاة في الحوار، ونحن بالطبع لن نفرض على شركائنا حواراً مع أحزاب يقبع قادتها في السجن بتهم الفساد، ونأخذ بعين الاعتبار موقف أحزاب المعارضة التي اجتمعت في 6 جويلية و26 من الشهر ذاته”. أعضاء اللجنة أبدوا حالة من الانسجام في التعاطي مع هذه القضية التي شكلت ولا تزال لغما في طريق الحوار، بدليل عبارة أخرى صدرت عن عضو آخر في هذه الهيئة، وهو عبد الوهاب بن جلول، الذي قال بدوره: “لدى أحزاب السلطة اتصال مباشر مع السلطة، ويمكن أن تقدم مقترحاتها مباشرة إلى الرئاسة إن استطاعت، ولا علاقة للهيئة بها”. كريم يونس لم يسم الأحزاب المعنية بالمنع من المشاركة في الحوار، واكتفى بوصفها بأحزاب “الموالاة”، غير أنه عاد ليضبطها بطريقة غير مباشرة، من تعريفها بأنها الأحزاب التي يوجد قادتها في السجن بتهم تتعلق بالفساد والرشوة، لأن هناك أحزابا أخرى دعمت مشاريع وسياسات السلطة، لكنها لم يطلها المنع من المشاركة في الحوار. الأمر يتعلق بكل من حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يوجد أمينه العام السابق، جمال ولد عباس، رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية بالحراش، رفقة كل من أحمد أويحيى، أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، وعمار غول، الرئيس السابق لحزب تجمع أمل الجزائر “تاج”، وعمارة بن يونس، رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية سابقا. قرار اللجنة، سيغضب كثيرا الأحزاب الأربعة، وستنتقد القرار وتعتبره اقصاء، غير أن ذلك من شأنه أن يخلق حالة من الإرتياح لدى فعاليات “الحراك الشعبي”، وأحزاب المعارضة، التي كانت قد وضعت شروطا، منها استبعاد أحزاب التحالف الرئاسي من المشاركة في الحوار أو في رسم السياسات المستقبلية للدولة، مقابل حضورها الحوار الموعود. ومعلوم أن الملايين من الجزائريين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ 22 فبراير الأخير، جعلوا على رأس مطالبهم، استبعاد أحزاب الموالاة الأربعة من المشهد السياسي، وهو المطلب الذي سرعان ما تبنته أحزاب المعارضة، في سياق مساعيها للتماهي مع شباب الحراك، الذي كرس قناعة لدى الرأي العام بأنه هو من حرر الجميع بما فيها المعارضة من ضغوطات واكراهات السلطة ومحيطها.