البلاد.نت- حكيمة ذهبي- تشرع لجنة الوساطة بداية من اليوم، في سلسلة استقبالات لدى عدد من الأحزاب السياسية، هذه الأخيرة التي يبقى مصير بعض منها غامضا في ظل الرفض الشعبي لها، لاسيما وأنها لم تنجح في تغيير واجهتها رغم التغييرات التي جرت على مستوى قياداتها. يتصور مراقبون أن مستقبلا قاتما بانتظار أحزاب "التحالف الرئاسي"، التي لفظها الحراك الشعبي وجعلها مقصية من المشاركة في أي حوار وطني حول الأزمة، لاسيما بعدما زجّ بزعمائها في السجون، يتقدمهم رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى والأمين العام للأرندي، إلى جانب رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، والتحاق رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، عمار غول، والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس. هذه الوضعية ستعقد مأمورية لجنة الوساطة التي تشرع بداية من اليوم في عقد لقاءات مع أحزاب وممثلين عن المجتمع المدني. محلل سياسي: أي حوار تشارك فيه الأحزاب يعتبر خطرا على الحوار في حد ذاته ويقول المحلل السياسي رضوان بوهيدل، ل "البلاد.نت"، إن هذه الأحزاب ماتت بتاريخ 22 فيفري، وأن أي حوار تشارك فيه أحزاب التحالف الرئاسي التي كانت تطبل للعهدة الخامسة لولا أن أسقطها الشعب، يعتبر خطرا على الحوار في حد ذاته ويطعن في جديته ومصداقيته، مضيفا أنه من المستحسن أن تبعد هذه الأحزاب نفسها من أي حوار إلى غاية ترتيب بيوتها. ويعلق محدثنا على التغييرات التي حدثت على مستوى زعامة هذه الأحزاب، بأنها لم تكن سوى محاولة لامتصاص غضب الحراك لأنها لم تأت بأشخاص مقبولين شعبيا كما أن خطابها بقي نفسه وكذلك خرجاتها وبرنامجها الذي لم يحد عن التأييد والموالاة لكل ما يأتي من لدن السلطة. وردا على سؤال مفاده أن: "الحراك لفظ أيضا أحزاب المعارضة هل ستقصى هي الأخرى من الحوار؟"، يقول الأستاذ بوهيدل، إن الخارطة السياسية لما بعد الحراك سوف تتغير لا محالة، وسوف تتدحرج فيها أحزاب الموالاة إلى مكانتها الطبيعية، لكن أحزاب المعارضة يمكنها لملمة نفسها على الأقل أن تبرهن جديتها، مسجلا أن الشعب آخذ عليها عدم اتخاذها مواقف فاعلة في الساحة السياسية يمكنها التأثير من خلالها، فقد كانت هي الأخرى مستفيدة من موقعها لذلك لا يمكننا القول إننا كنا نمتلك أحزاب أصلا.