شهدت ولاية سوق أهراس تساقط كميات من الأمطار الموسمية، أين تحولت هذه النعمة إلى نقمة على سكان عدة أحياء بالمنطقة بعد أن غمرت السيول منازلهم وتسببت في تلف عدة أجهزة كهرومنزلية، خاصة أن السيول كانت مصحوبة بالنفايات المنزلية والتي تسببت في غلق عدة قنوات صرف مياه الأمطار والتي لم تشهد تنظيفا استعدادا لتساقط الأمطار مع بداية فصل الخريف. وقد عبر المواطنون ببلديات سوق أهراس، المشروحة، الحنانشه وسدراته عن استيائهم وتذمرهم بسبب هذه الوضعية التي قابلها صمت وتجاهل السلطات المعنية، رغم النشريات الخاصة التي أعلن عنها ديوان الأرصاد الجوية والتي يحذر فيها من تساقط كميات معتبرة من الأمطار على بعض المناطق الشرقية، ومازاد الوضع تعقيدا هو غلق عدة طرق رئيسية بالولاية بسبب تراكم الأوحال في عدة أماكن مما أجبر الراجلين وأصحاب السيارات على تغيير مسار تنقلهم وتجنب هذه الطرق خوفا من وقوع حوادث لا تحمد عقباها، خاصة أن حادثة جرف السيول لمركبة بضواحي بلدية سدراته وتسببها في هلاك رضيع لم يبلغ العامين لاتزال راسخة في أذهان سكان الولاية، وما زاد الوضع تأزما هو تلك الميزانية التي استفادت منها الولاية قبل عدة سنوات في إطار المشاريع القطاعية والمتعلقة بحماية بعض المدن من الفيضانات والتي أصبحت هذه الميزانية في خبر كان ولم يظهر لها أي أثر والمدن المعنية لاتزال تعاني من الغرق مع حلول كل موسم أمطار. المجتمع المدني بسوق أهراس طالب بضرورة فتح تحقيقات أمنية معمقة لمعرفة مصير أموال حماية مدن الولاية من الفيضانات، وغيرها من المشاريع التي استفادت منها مديرية الري بالولاية خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى أموال مشاريع إصلاح شبكات نقل وتوزيع المياه الصالحة للشرب والتي ظل مصيرها مجهولا وعدة أحياء لاتزال تغرق بمجرد تزويد المنازل بماء الشرب وكميات الماء الضائعة أكثر من المستهلكة بكثير.