كشف الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي شريف بن حبيلس عن توزيع مبلغ 4 ملايير سنتيم على الفلاحين ضحايا حرائق الصيف المسددين لمستحقات التأمين، مشددا على أن التعويضات مست هذه المرة فقط الفلاحين المؤمنين واستثنت أولئك الذين تعودوا على الاستفادة من مساعدات الدولة دون تأمين، في حين قال إن أكبر فئة من المتضررين من الحرائق هم فلاحو القمح وأصحاب أشجار الزيتون ومربو النحل. وأكد بن حبيلس، في تصريح ل”الشروق” أن الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي يعمل على تعويض كافة الفلاحين المؤمنين في آجال أقصاها 5 أيام، في حين أن هنالك بعض الملفات التي يتم طيها في ظرف 48 ساعة، بعد إيفاد الخبير وتقدير الخسائر ليستلم مباشرة الفلاح التعويض، كما درس الصندوق بعض حالات الفلاحين الذين يعاونون ضائقة مالية خانقة، حيث يتم تعويضهم حتى قبل صدور تقرير الخبرة من خلال منحهم مبلغا تسبيقيا، ليتم بعدها إضافة المبلغ الناقص بعد استكمال الإجراءات، ويندرج ذلك حسبه في إطار تشجيع الفلاحين على التأمين، مشيرا إلى أن نسبة التأمين لا تزال منخفضة جدا في أوساط الجزائريين، حيث لا تتعدى نسبة 28 بالمائة من إجمالي الفلاحين. ورغم أنه أكد أن هذه النسبة ضئيلة جدا، إلا أنه يقول إن الرقم ارتفع مقارنة مع سنة 2013، حيث كانت نسبة الفلاحين المؤمنين لا تتجاوز ال8 بالمائة، مشيرا إلى أنه تمت مباشرة حملات توعوية لحث الفلاحين على التسجيل لدى “سيانما” ودفع مستحقات التأمين السنوية ولو بالتقسيط، وهذا لرفع نسبة التأمين خاصة أن السنوات الماضية، شهدت نسبة كبيرة من الكوارث ممثلة في الحرائق والفيضانات والبرد وغيرها من العوامل الطبيعية والمناخية التي أدت إلى تلف منتجات الفلاحين وتكبيدهم خسائر كبرى. ويقول بن حبيلس إن الوقت قد حان لتعميم فكرة التأمين ونشر هذه الثقافة في أوساط الفلاحين الجزائريين، خاصة أن الحكومة جمدت تلك المساعدات والتعويضات التي كانت تمنحها في الماضي لضحايا الحرائق والفيضانات غير المؤمنين، معلنا عن جولة سيقوم بها مسؤولو وإطارات التأمين بالتنسيق مع مسؤولي وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لحث الفلاحين على التأمين وتوعيتهم بأهمية ذلك، ونفعه بالنسبة لهم في ظل الكوارث التي يتم تسجيلها كل سنة.