لم يبق عن آجال سحب استمارات التوقيعات، وإيداع ملفات الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر القادم، سوى أسبوع واحد لا غير، وهي فترة قصيرة، بالنسبة للراغبين في التقدم خلال الوقت بدل الضائع – إن وُجدوا- ولا تكفي كذاك بالنسبة للراغبين الذين لم يجمعوا بعد ال50 ألف توقيع عبر 25 ولاية! ما حدث خلال الأيام الماضية، كان صعبا وشاقا وقلقا، داخل بيوت و”مداومات” المترشحين، وكان هزليا وكاريكاتوريا بالنسبة لعشرات “المتحرشين” الذين سحبوا الاستمارات وهم لا يملكون حتى “البرويطة” التي بإمكانها إيصال 50 ألف ورقة، فكيف لهم امتلاك من يوزعها ومن يبصم لهم، قبل الحديث عمّن ينتخب لصالحهم يوم الاقتراع! الأكيد أن غربال سلطة الانتخابات سيفعل فعلته القانونية في قائمة الراغبين التي بلغت 140 راغب، منهم من لا يمكنه منافسة “راغب علامة” في مجال الغناء، ورغم أن الغناء الانتخابي يختلف كثيرا عن غناء الهواة والغلاة، إلاّ أن هذه الانتخابات سجلت عشرات الطامحين والطمّاعين، ممّن يشكون حتى في زوجاتهم إن كانت ستصوّت لصالحهم وستخونهم في الصندوق جهارا نهارا! حالة الارتباك والهلع تسللت أيضا إلى دواخل المقرّبين والمتقرّبين والحاشية والمحبّين والمناصرين والمتضامنين والمناضلين وجموع الانتهازيين والوصوليين و”الغمّاسين” الذين حاموا ويحومون حول المترشحين، علهم يظفرون بما تربت أيديهم وأحلامهم التي قد تنقلب فجأة ودون سابق إنذار، إلى كابوس يوقظهم من نومهم قبل ليلة 12 ديسمبر! الملاحظ كذلك، أن “الهملة” سبقت “الحملة” التي لا يُمكن إلى أن يثبت العكس، بأن أيّ عرّاف بوسعه استشراف إن كانت هذه الحملة ستكون حامية الوطيس، أم باردة، يُلزمها “المسخّنات” والمنشطات لتحريكها؟ فإلى غاية اليوم، يغرق أغلب الراغبون، أو ربما كلهم، في مشكلة “عراقيل” جمع التوقيعات، ولم يتضح إلى حدّ الآن الخيط الأبيض من الأسود بالنسبة لسوادهم الأعظم! دون شكّ، وهذا لا يتطلب الكثير من التخمين و”الزمياطي”، فإن الحملة الانتخابية التي ستدوم 21 يوما، ستكون صعبة ومعقدة، بالنسبة للمترشحين الذين سينجون من مقصلة التوقيعات، وأول رهان وامتحان، هو كيفيات وطرق وبدائل وحلول ومنافذ النجدة في إقناع الناخبين واستدراج المواطنين المتردّدين والرافضين للانتخابات كمخرج للأزمة! لا حلّ سوى “اللسان الحلو”، وهذا لا يعني أن المواطن البسيط سيقتنع بمترشح دون برنامج ولا مستوى ولا هم يحزنون.. فعلا، هذه الرئاسيات هي أصعب رئاسيات منذ الاستقلال، ولن يمرّ فيها سوى “طويل العمر وقاسح الكبدة” على حدّ تعبير المثل الشعبي!