لم يخف والي سطيف محمد بلكاتب ما آل إليه الوضع الإنمائي من تأخر عبر البلديات الثلاثة لدائرة حمام السخنة جنوب الولاية الأمر الذي زاد من معاناة الساكنة التي تشكو قلة وضعف المنشآت والمرافق الاجتماعية والخدماتية رغم ما تتميز به المنطقة التي تحصي قرابة 50 ألف ساكن من مؤهلات سياحية حموية تعدت شهرتها حدود الوطن حيث تشهد إقبالا متزايدا من لدن كم هائل من أفراد الجالية الوطنية بالخارج وكذا من بعض دول الجوار. ولعل من أبرز النقاط السوداء التي تشكو منها حمام السحنة منذ سنوات عديدة ضعف شبكة الغاز الطبيعي حيث لا تتعدى نسبة التغطية حاليا نحو 15 % وتقتصر على مراكز البلديات الثلاثة وهي الطاية والتلة وحمام السخنة الأمر الذي استاء له المسؤول الأول للولاية أثناء زيارته الأخيرة للمنطقة إذ أقر في السياق بأن دائرة حمام السخنة تعد من أضعف دوائر الولاية العشرين من حيث التغطية بالغاز الطبيعي الأمر الذي لم يستسغه إطلاقا، وأدرجه في خانة اللامبالاة والتهميش التي طالت منطقة كانت مضرب الأمثال في البطولة ونكران الذات إبان ثورة التحرير المجيدة. ونفس الملاحظة تسري على شبكة الطرقات التي تعرف في معظم مقاطعها وعبر البلديات الثلاثة اهتراء متزايدا كما هو الحال على مستوى المقطع الهام الرابط بين مركز عاصمة الدائرة وعدد من التجمعات السكنية على امتداد حوالي 30 كلم فرغم حيوية هذا المقطع الذي أنجز منذ سنوات والذي يعد شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة إلا أنه لم يحظ لحد الآن بعملية هامة لإصلاحه وإعادة تأهيله رغم الوعود المقدمة من لدن المصالح المعنية. ومن جهته لم يعرف قطاع السكن الحركة المأمولة من ذلك أن البلديات الثلاثة للدائرة لم تستفد بأي مشروع ضمن برامج دعم القطاع بعنوان 2019 على غرار ما حظيت به دوائر الولاية الأخرى، والتي كان لها النصيب الأوفر من المشاريع السكنية ذات الطابع الاجتماعي الإيجاري الأمر الذي زاد من معاناة كم معتبر من العائلات التي كان يحدوها الأمل في الحصول على مسكن يأويها ويلم شتات أفرادها. ولم يكن قطاع الصحة والسكان لدائرة حمام السخنة في منآى عن التأخر في ترجمة العديد من المشاريع المبرمجة التي ظلت تراوح مكانها منذ سنوات طوال على غرار مشروع مركز استشفائي الذي اختيرت له الأرضية منذ أزيد من عشرية كاملة على أمل تجسيده إلا أن ذلك ظل مجرد حبر على ورق مع العلم أن العيادة المتعددة الخدمات الواقعة بعاصمة الدائرة أضحت غير قادرة تماما على التكفل بالأعداد المتزايدة من المرضى والمصابين في مختلف الحوادث خاصة منها حوادث المرور التي تسجل بشأنها المنطقة أرقاما متزايدة الأمر الذي يستوجب الإسراع في ترجمة هذا المشروع الطموح في أقرب الآجال الممكنة، خاصة إذا علمنا وأن مستشفى العلمة الذي عادة ما يكون ملجأ لمرضى حمام السخنة الذي أصبح بدوره عاجزا على استقبال المترددين عليه وما أكثرهم. ويبقى الاستثمار الخاص في مجال المركبات المعدنية من النقاط المضيئة البارزة بعاصمة الدائرة حمام السخنة التي عرفت في ظرف الأربع سنوات الأخيرة إنجاز حوالي خمس مركبات معدنية تتوفر على المرافق الضرورية ويؤمها كم معتبر من الزوار والسياح من شتى مناطق الوطن وحتى من الجالية الجزائرية بالخارج ومن بعض دول الجوار على غرار دولة تونس.