تحصي ولاية سطيف أزيد من 20 مقرا للبلديات من أصل 60 بلدية التي تضمها الولاية، لا تتوفر فيها الشروط والمقاييس اللازمة التي تتطلبها مثل الهياكل التي لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين. المصالح المعنية أوضحت بأن هذه المقرات كانت في الأصل عبارة عن دور للشباب وقاعات للتنشيط الثقافي قبل أن تدخل عليها بعض الترميمات، لتتحول إلى مقرات للبلديات غير مؤهلة لتقديم الخدمات المطلوبة للمواطن، نظرا لضيقها من جهة ونقص المرافق الضرورية من جهة أخرى. يتضح ذلك بصفة جلية على مستوى بلديات حمام السخنة والطاية والتلة والولجة وقجال وأوريسيا وعموشة، أين توجد مقراتها الإدارية في وضعية صعبة وغير ملائمة تماما، نظرا لمحدودية مساحتها وكذا افتقارها للمرافق اللازمة مما جعلها غير قادرة على أداء وظيفتها الإدارية. وقد انعكس ذلك بصفة أساسية على نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين لاسيما ما تعلق منها بالحالة المدنية أين تعرف مصالحها ضغطا متزايدا طوال الأسبوع لاستخراج مختلف الوثائق الإدارية، مثل شهادة الميلاد وشهادة الإقامة والتصديق على الوثائق الأخرى. وكان المسؤول الأول للولاية قد أبدى تحفظه حيال الوضعية التي آلت إليها العديد من مقرات البلديات، وذلك خلال الزيارة التي قادته مؤخرا للمنطقة الجنوبية من الولاية وبالتحديد للبلديات التابعة لكل من دوائر حمام السخنة وعين ولمان وصالح باي وعين أزال، والتي توجد مقراتها في وضعية مزرية كما سلف الذكر. نفس الوضعية تعرفها ولو بأقل حدة مقرات العديد من الدوائر على غرار دائرة عين أرنات وعين الكبيرة وعين أزال وماوكلان، التي لازالت تتخذ من بعض المرافق الشبابية مقرات لها مما صعب من مهمة وظيفتها الإدارية. والغريب في الأمر أن دائرة العلمة التي تصنف ضمن أكبر وأهم دوائر الوطن لا تشد عن القاعدة، حيث لازالت تحتفظ بمقرها القديم الذي يعود لسنوات السبعينات الذي أضحى غير قادر تماما على تقديم الخدمات الإدارية للمواطنين، نظرا لضيقه من جهة وافتقارها للمرافق الملحقة من جهة أخرى. وردا على هذا الانشغال، كشف مصدر محلي مسؤول بأن الولاية قد استفادت برسم المخطط الخماسي الجاري ب 15 مشروعا جديدا لمقرات البلديات والدوائر ستكون عملية قبل موفى 2014، من ضمنها مقرات لبلديات عاصمة الولاية وعين ولمان وصالح باي وعين أزال وكذا مقرات لدوائر عين آرنات وعموشة والعلمة. يذكر أن ولاية سطيف التي تحتل حاليا المرتبة الثانية في تعداد السكان بعد الجزائر العاصمة بنحو مليوني ساكن تضم 20 دائرة و60 بلدية.