قضت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء قالمة، بإدانة كهل يبلغ من العمر 48 بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والحكم عليه بالسجن المؤبد، بعد تورطه في جريمة القتل الشنعاء التي راح ضحيتها جاره الضحية. وبحسب مجريات جلسة المحاكمة، التي جرت الأحد، فإن وقائع هذه القضية تعود إلى أواخر شهر ماي من سنة 2016، عندما تلقت فرقة الدرك الوطني بالنشماية بلاغا من ابن الضحية يؤكد فيه أن أحد جيرانه قد أخبره هاتفيا، أنه عثر على والده ملقى على الأرض في حالة صحية صعبة للغاية بالقرب من مستودعه الكائن بمشتة قابل الكاف ببلدية النشماية، وعليه آثار ضرب وعنف شديدين على مستوى الرأس والوجه. وعلى الفور تنقل عناصر فرقة الدرك الوطني بالنشماية إلى مسرح الجريمة، أين وجدوا الضحية قد فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، ليباشروا تحرياتهم وتحقيقاتهم، التي مكنتهم من تحديد هوية المتهم، الذي حامت حوله شكوك بشأن ارتكابه لجريمة قتل الضحية، بسبب الخلاف المستمر بينهما، حول قطعة أرضية متواجدة بالمشتة. ورغم محاولته الإنكار في بادئ الأمر إلا أنه سرعان ما انهار أمام المحققين ليعترف بقتله جاره، مؤكدا أنه ويوم الوقائع، التقى بالضحية الذي استفزه بشأن النزاع القائم بينهما حول القطعة الأرض، ما جعله يحمل حجرا ويباغته بضربة على الرأس أسقطته أرضا، والدم ينزف منه، وتركه في الحقل وتوجه إلى بيته، ثم انتقل برفقة والدته إلى بلدية بوعاتي محمود لتقديم التعازي لإحدى العائلات حتى يبعد عنه كل الشبهات. خلال جلسة المحاكمة أعاد المتهم سرد الوقائع مؤكدا أنه وبعد أن وجه ضربة حجر أصاب من خلالها الضحية على الأرض، وجه له ضربات أخرى على مستوى الوجه بواسطة عصا خشبية كان يحملها، ولما تأكد بأن الضحية قد فقد الوعي، تركه وتوجه إلى المنزل أين أخفى العصا الملطخة بالدماء وسط فضلات الأبقار والأغنام، ثم توجه لتقديم العزاء ببلدية بوعاتي محمود، مصرحا أمام هيئة المحكمة بأنه يشعر بالندم وأنه لم يكن يقصد أبدا قتل الضحية، وأن كل ما وقع كان في لحظة غضب استفاق منه على اقترافه للجريمة. ممثل النيابة العامة في مرافعته ركز على قيام أركان الجريمة في حق المتهم من خلال اعترافه والتمس معاقبته بحكم الإعدام. فيما حاول دفاعه إقناع هيئة المحكمة بضرورة إعادة تكييف الوقائع من تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إلى الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، والنظر لحالته الاجتماعية وظروفه خلال المحاكمة بعدما أبدى ندما شديدا على ما اقترفه، ملتمسا تمكينه من أقصى ظروف التخفيف. وبعد المداولة القانونية نطق رئيس الجلسة بإدانة المتهم بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والحكم عليه بالسجن المؤبد. وهو نفس الحكم الذي كانت قد أصدرته ضده محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء قالمة المنعقدة في دورتها السابقة.