أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تبسة، في ساعة متأخرة أول أمس، المتورط في قضية مقتل شاب إثر نشوب شجار بين عصابتين لتهريب الوقود بمنطقة بوشبكة الحدودية، بالمؤبد، فيما سلطت عقوبة ثلاث سنوات سجنا ضد شريكيه. تعود وقائع القضية، حسب مجريات المحاكمة، إلى شهر جانفي من السنة الجارية، حينما نشب شجار بين مجموعتين من مهربي الوقود بمحطة التزود بالوقود ببوشبكة المتاخمة للحدود التونسية، وهذا بعد محاولة الضحية تجاوز دور المتهم في طابور التزود بالوقود وتدخل الحضور لفك الشجار. وبعد الخروج من المحطة وقع اشتباك ثان بين عائلتي المتهم والضحية ووقع بينهما تراشق بالحجارة، ليقوم المتهم الثاني بدهس الضحية بسيارته، فسقط أرضا ولم يتردد المتهم الأول في توجيه ركلات وضربات قوية له على مستوى الوجه والصدر والبطن، فيما توجه المتهم الثالث نحوه بساطور محاولا القضاء عليه، إلا أن تدخّل أفراد عائلة الضحية حال دون ذلك في بداية الأمر، محاولين نقله إلى أقرب مؤسسة استشفائية، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول إليها. وبدورها اجتهدت هيئة دفاع المتهمين في محاولة إقناع المحكمة بأن الوقائع تمثل مشاجرة وضربا وجرحا عمديا مفضي للوفاة. والتمس ممثل النيابة العامة عقوبة السجن المؤبد ضد المتهمين الأول والثاني وعقوبة 3 سنوات ضد الثالث والرابع، مؤكدا أن الوقائع ثابتة في حق المتهمين الذين قتلوا الضحية مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولة القتل والضرب والجرح العمدي، بالنظر إلى أن الطبيب الشرعي أكد أن الوفاة جاءت نتيجة صدمة عنيفة على مستوى العمود الفقري ونزيف دموي داخلي حاد. وفي نفس السياق، أعادت محكمة الجنايات تكييف وقائع القضية من تهمة محاولة القتل إلى القتل العمدي مع سبق الإصرار، لتسلط ضده عقوبة السجن المؤبد، فيما استفاد المتهم الأول من البراءة، وأمرت محكمة الجنايات بإيداع المتهمين الثالث والرابع الحبس المؤقت مباشرة بعد الحكم عليهم ب3 سنوات حبسا نافذا بتهمة الضرب والجرح العمدي وحمل أسلحة بيضاء.