بدأت تكنولوجيا جديدة تدخل إلى عالم الجراحة، ويتوقع أن تحدث نقلة نوعية في عالم الطب، فبعد إبتكار الكبسولة الذكية وإستخدامها في الكشف عن أمراض الجهاز الهظمي، وزرع مجسات في مختلف أنحاء الجسم، لمعرفة حاجة المكان المصاب من الدواء بدقة، يعكف العلماء على تطوير "روبوتات"يمكنها أن تحل محل الطبيب الجراح مستقبلا. واليوم يقوم روبوت "دافينشي"بعمليات معقدة في مستشفيات الولاياتالمتحدة، منها إستئصال المرارة من خلال ثقب واحد، ونجح في القيام بجراحة قلب مفتوح وعملية بروستاتا، قبل أسابيع،وتجري الأبحاث حاليا لزرع كبسولات ذكية متناهية الصغر في الأوعية الدموية للإنسان، يمكنها أن تصل إلى أكثر المناطق النائية لنظام الأوعية الدموية، وذلك من أجل وصف العلاج المناسب للمرض. وإضافة إلى العلاجات التقليدية يمكن أن تكون على شكل نبضات كهربائية، أو مغنطيسية. وتفيد النتائج الأولية بأن الروبوت، الذي لايزال بحاجة إلى مساعدة الأطباء، له مستقبل واعد في هذا المجال المعقد، إلا أن هذه التجارب أثبتت مدى نجاح التقنية وسهولتها، إضافة الى الدقة المتناهية في إجراء خطوات الجراحة التي لا تحتمل الخطأ بالقدر الذي يمكن أن يحدث بواسطة جراح بشري منفردا،وكان الروبوت يقوم بالعمليات بمساعدة طبيب تخدير بشري، ويقوم الروبوت "ماك سليبى"بأداء مهام طبيب التخدير بمهارة ودقة عاليتين، فيعطي المريض جرعات المخدر في الاوقات المحددة، ويراقب عمق وعي المريض، ويقيس ويراقب مدى ارتخاء العضلات، كما يضمن بقاء المريض تحت التخدير طوال مدة الجراحة. وتقول التقارير الطبية إن أكثر من 120 ألف مريض خضعوا لعمليات جراحية بمساعدة الإنسان الآلي،ويعمل مهندسون وجراحون أوروبيون حالياً على تطوير الروبوتات كأداة جراحية يمكن أن تصل إلى جزء داخل بطن المريض. وفي ذلك يقول المهندس في الطب الحيوي، جيانلويجي بتروني "من خلال السرة يدخل الروبوت إلى جسم المريض، وفي البداية يتم إدخال كبسولة صغيرة، من خلالها نعمل على إدخال إحدى ذراعي الروبوت، ثم نعمل على تهيئته بطريقة تمكن الجراح من التحكم به من الخارج". وترسل الكاميرا المثبتة على الروبت صوراً ثلاثية الأبعاد إلى الجراحين في غرفة العمليات، الأمر الذي يساعدهم على القيام بالعملية بدقة، ومن دون أن تترك أثراً على جسم المريض. وستساعد هذه التكنولوجيا على توسيع هذه التطبيقات والتوصل إلى عمليات أكثر تعقيداً، كالعمليات الجراحية للكبد أو البنكرياس، التي يصعب على الجراحين الوصول إليها من دون فتح البطن بالطريقة التقليدية،ومن أجل الوصول إلى النتائج المرجوة يجب أن تكون أذرع الروبوت الجراح فعالة، والمحركات التي تشغله صغيرة ومعتمداً عليها،كما سيتطلب تصغير الروبوت محركات أصغر، وهذا يعني طاقة أقل، حسب الباحثين،كما يرى العلماء أن الجراحة الروبوتية يجب أن تكون مضبوطة وبسعر مقبول، وأن تعمل بتقنية صحيحة من أجل الحصول على ثقة المريض قبل التدخل الجراحي،ويعتقد العلماء بإمكانية تعليم الروبوتات الذكية بشكل مستقل كيفية تنفيذ تقنيات جراحية، كالتثقيب والاستئصال والخياطة. وبفضل جهاز المحاكاة، تمكن الباحثون من توفير بيانات واقعية للروبوت، وهذه التقنية ساعدت على زيادة فهم الاحتمالات المختلفة لعملية جراحية،وفي ذلك تقول الخبيرة في هذا المجال، مونيكا فيرغا،"هذه المحاكاة ساعدتنا على تحديد متطلبات العملية الجراحية، وتحديد بعض السمات التشريحية الخاصة لورم في الكلى، الحجم المتوسط للورم، أو ما المسافات الطبيعية بين الأعضاء البشرية، حاولنا أيضا أن نفهم التعقيدات التي يمكن أن يواجهها الجراح خلال هذا النوع من الجراحة، وكيف يتمكن من الاستجابة للمضاعفات".