مع بداية العدوان الصهيوني على غزة، ورد الفصائل الفلسطينية بدك المدن الإسرائيلية، ولم يجد الكيان الصهيوني سوى نظام القبة الحديدية، فما هي وما هو دورها؟ القبة الحديدية هي نظام جوي متحرك تستخدمه إسرائيل لصد الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية، تصنعه شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة الإسرائيلية، واستنجدت بهذا النظام عندما شعرت بخطر الصواريخ القادمة إليها من لبنان وتحديدا من الحزب الذي أمطرها بنحو 4000 صاروخ كاتيوشا قصير المدى قد قتلت 44 اسرائيليا، وهو الأمر الذي لم تتعود إسرائيل عليه. وفي عام 2007 قدم وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتز مشروع القبة الحديدية لمجلس الوزراء الإسرائيلي كحل لصد الصواريخ القصيرة المدى، ووافق المجلس وبدأ بتطوير النظام بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي. ورغم الهالة التي صاحبت نشر هذه المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، بدأ يظهر عدم جدواها في رد صواريخ المقاومة، حيث أن الصواريخ التي يُوجهها الفلسطينيون إلى تل أبيب والقدس ومناطق أخرى من إسرائيل لم تستطع القبة اعتراضها، ما زاد من ارتباك إسرائيل. وما زاد من تأكيد عدم فعالية القبة الحديدية، إقرار رئيس القيادة العامة للجبهة الداخلية الإسرائيلية تسفيكا تيسلر أن منظومة "القبة الحديدية" تعترض بعض الصواريخ التي تستهدف إسرائيل، بيد أنها لا تستطيع منعها بشكل كامل من الوصول للمدن الإسرائيلية. ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن تسفيكا تيسلر قوله "ينبغي أن يتأهب الإسرائيليون لمواجهة إطلاق الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى على حد سواء"، محذرا من "أن عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة لاتزال مستمرة". وزيادة عن ذلك، تشكل الكلفة المالية المرتفعة لصواريخ القبة الحديدية، إشكالا آخر، علما أن تكلفة كل صاروخ يُطلق من القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الفلسطينية يصل إلى خمسين ألف دولار أمريكي، مشيرةً إلى أنه منذ بدء العملية يوم الأربعاء الفائت وصلت تكاليف القبة الحديدية إلى 12.5 مليون دولار.