أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع الرئيس باراك أوباما لتمويل إقامة إسرائيل النظام المضاد للصواريخ قصيرة المدى، وقد أقر مشروع القانون بأغلبية ساحقة، حيث صوت أربعمئة وعشرة نواب لصالحه مقابل أربعة أصوات. وينص مشروع القرار على منح إسرائيل 205 ملايين دولار لإنشاء نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ قصيرة المدى. ولكن هذا التصويت ما هو إلا مرحلة أولى لأنه يتوجب على الكونجرس أن يسمح رسميا بدفع الأموال. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريكي هاورد بيرمان أنه يجب على واشنطن أن تؤمن لأهم حليف لها في المنطقة الوسائل الكافية لمواجهة أي تهديد يمكن أن يتعرض له. وكان مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية قد أعلنوا في جانفي الماضي أن إسرائيل قد أتمت بنجاح اختبار هذا النظام الدفاعي، وإنها تنوي إدخال هذا النظام الخدمة في وقت لاحق من العام الجاري. وقال خبراء عسكريون إن النظام الدفاعي الإسرائيلي الجديد، الذي أطلق عليه اسم ''القبة الحديدية''، يتمكن من إسقاط الصواريخ على مسافات تراوح بين خمسة كيلومترات وسبعين كيلومترا من مواقع إطلاقها. وتقول وزارة الحرب الإسرائيلية إن من شأن نشر النظام الجديد تغيير وضع إسرائيل الاستراتيجي في المنطقة. ويستخدم النظام الدفاعي، الذي طورته شركة ''رافائيل'' للأنظمة الدفاعية المتطورة التابعة للدولة الإسرائيلية، صواريخ موجهة بالرادار لاعتراض الصواريخ والقذائف وهي في الجو. وبمقدور النظام الجديد التمييز بين الصواريخ والقذائف التي تستهدف المراكز السكانية وتلك المتوقع سقوطها في الخلاء، حسب ما أدلى به خبراء عسكريون، ويقول خبراء إن النظام الإسرائيلي الجديد هو الأول من نوعه عالميا الذي يتمكن من العمل بفاعلية في المدى التي ذكرها الإسرائيليون، ولو أن ثمة أنظمة تتمكن من إصابة الأهداف على مدى أقصر أو أطول. وقد أجرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل في أكتوبر ونوفمبر مناورات عسكرية مشتركة لاختبار منظومة دفاعية مضادة للصواريخ من الأكثر تطورا في العالم. ورفضت القيادتان الأمريكية والإسرائيلية التعليق على الاحتمالات التي تم التدرب عليها، إلا أنهما أقرتا اختبار منظومتيهما لاستخدامهما معا ضد صواريخ قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى يمكن أن تطلقها حماس أو حزب الله أو سوريا أو إيران، كما منحت واشنطن إسرائيل في العام 2008 على خلفية المخاوف من البرنامج النووي الإيراني رادارا قويا مداه ألفي كلم تم تثبيته في صحراء النقب في جنوب إسرائيل. وفي صيف 2006 أطلق حزب الله اللبناني أكثر من أربعة آلاف صاروخ على شمال اسرائيل مما أدى إلى شلل المنطقة لمدة 34 يوما وأرغم مليون إسرائيلي تقريبا على الاختباء في الملاجئ أو الفرار نحو الجنوب. ولم يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من التصدي للصواريخ قصيرة المدى التي يمكن تمويهها بسهولة. وتقول إسرائيل إن حزب الله يملك ترسانة من أربعين ألف صاروخ، كما اتهم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قبل شهر سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود. يذكر أن إسرائيل قد اتخذت من القصف الصاروخي الفلسطيني من قطاع غزة صوب المدن الإسرائيلية الجنوبية ذريعة لشن اسرائيل عندما شنت هجومها الأخير على قطاع غزة في عملية عسكرية عرفت باسم ''الرصاص المصبوب'' في أواخر عام .2008