تسمّر جزائريون، الخميس، أمام شاشات التلفزيون والهواتف النقالة لمتابعة ما وصفوه ب”التنصيب التاريخي وغير المسبوق” لرئيس مُنتخب، إلى درجة أن مواليد 1999 لم يعايشوا مثل هذه اللحظات، ما جعلهم يتابعون الحدث دقيقة بدقيقة. ففيديو تنصيب الرئيس عبد المجيد تبون سجّل ملايين المتابعات في ساعات فقط عبر موقع “اليوتيوب”، خاصة أن حفل التنصيب جرى نهارا وفي يوم عمل وفي وقت توزيع كشوف نقاط التلاميذ، ما منع غالبية الجزائريين من متابعة الحدث بمنازلهم. خطاب تاريخي، نزلت الدموع من عيوني… شعور بالرّهبة والفخر، وكثير غيرها من تعليقات الجزائريين، حول خطاب الرئيس عبد المجيد تبون…. (بلقاسم) شيخ في السبعين من عمره من القبة، أكد لنا أنه تابع لحظة تنصيب الرئيس الجديد، بكل تفاصيلها بمقهى مجاور لمنزله، وأضاف “من كثرة تفاعلي مع الحدث، نهضت ساعة عزف النشيد الوطني”. ورغم تعرض مُحدثنا للسخرية من البعض، لكنه قال “لا أهتم للتعليقات، شعرت بلحظة وطنية، فنهضتُ احتراما لبلد ضحّى من أجله مليون ونصف مليون شهيد”. أما منير في 19 من عمره، فيؤكد بأنه ولأول مرة في حياته يشاهد عملية تنصيب رئيس الجمهورية ويستمع للقسم، ولكنه تساءل مُستغربا “القسم على المصحف، والتُعهّد بالحفاظ على الوطن شيء يشعرك بالرهبة بالخوف…. فكيف يستطيع الرؤساء الخيانة لاحقا.. !!”. فيما ركز البعض على صحة الرئيس تبون، مُعتبرين أنه كان يسير بكل ثقة ونشاط وشموخ، وقرأ القسم بصوت جوهري ومسموع بعدما تقدم للمنصب” ماشيا.. !!”. وتابع رُواد مواقع التواصل الاجتماعي، الحدث، عبر هواتفهم، ونشروا فيديوهات عديدة لمختلف مجريات عملية التنصيب، مُركّزين على لقطة توشيح كل من رئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح بوشاح “صدر”، تثمينا لما اعتبره الرئيس تبون “لمجهوداتهم الجبارة في تسيير المرحلة الحسّاسة التي عرفتها الجزائر”. نساء ورجال يثنون على كلمة الرئيس ويعتبرونها “جامعة” كما أشاد الرّأي العام، بخطوة عدم دعوة نواب البرلمان بغرفتيه لحضور حفل التنصيب، ومعتبرين في تعليقاتهم، أن كثيرا من النواب هم من شوّه العمل السياسي في الجزائر، ووسّعوا الهوة بين المواطن والسلطة، كما كانوا اليد المرفوعة التي تمنح صكوك الغفران والقبول لتمرير قوانين النظام السابق، خاصة من أحزاب الأغلبية والتحالف الرئاسي.. وبالتالي فخطوة إبعادهم من حفل التنصيب “سلوك ذكي ومدروس…” حسبهم. أمّا قرار الرئيس الجديد بإلغاء كلمة “الفخامة” المقترنة دوما عند الكلام عن رئيس الجمهورية، فلقيت ترحيبا واسعا. وذكّر رواد “الفايسبوك” بمواقف التوبيخ وحتى الطّرد من العمل، التي تعرّض لها صحفيّون بالقطاع العمومي، لمُجرّد أنهم نسُوا ذكر كلمة الفخامة أثناء تقاريرهم بالنشرة الإخبارية.