ردت حركة فتح على ما كشفته حركة حماس من أنها تملك وثائق خطيرة تؤكد تورط جهاز الأمن الوقائي والمخابرات بالعمالة لصالح إسرائيل وجهات أجنبية. وقال هشام عبد الرازق، وزير شؤون الأسرى السابق في تصريحات خاصة للشروق اليومي أن حركة حماس تحاول من خلال الاتهامات إلى " أخذ النقاش بعيدا عن ما اقترفته في قطاع غزة وانقلابها العسكري وما رافقه من أعمال بشعة ". ،وأضاف عبد الرازق : " إذا كانت حماس صادقة في ما قالت فلماذا لا تقدم هذه الوثائق إلى الرئيس أو لطرف ثالث ولماذا لا يعرضوها على الرأي العام الفلسطيني ؟ وأعلنت حركة حماس مساء الجمعة عن وثائق سرية وصفتها ب"الخطيرة جدا" تثبت "عمالة" أجهزة الأمن الفلسطينية -خاصة جهاز الأمن الوقائي- للاحتلال والتورط في فضائح مالية وأخلاقية. وقال الدكتور خليل الحية -القيادي في حماس- في مؤتمر صحفي: "حماس توصلت من خلال ما وجدته في المقرات الأمنية إلى آلاف المستندات السرية المحفوظة التي تثبت مدى تواطؤ تلك الأجهزة مع الاحتلال والولايات المتحدة على كافة المستويات، قائلا: "إن الأمريكان صدقوا حينما قالوا إن حماس حصلت على كنز" استخباراتي عند استيلائها - على المقار الأمنية التي تسيطر عليها فتح ّ. كما كشف عن بعض الوثائق والمستندات السرية التي حصلت عليها حماس من المقار الأمنية، من بينها واحدة تكشف أنه عندما أفرجت إسرائيل عن 100 مليون دولار من مستحقات السلطة اشترط الاحتلال أن يتم إرسال 2500 قطعة سلاح و2.5 مليون رصاصة إلى الضفة الغربية، قائلا: "إن المستند هذا كتب بخط محمد دحلان" القيادي في فتح. وأوضح الحية أن حماس لديها "وثائق تؤكّد تورّط جهاز الأمن الوقائي في التنصت على رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وعلى رئيسها الحالي محمود عباس وعلى عدد من الشخصيات من أجل ابتزاز المسؤولين".. ومن جهة أخرى ، نفى هشام عبد الرازق، وزير شؤون الأسرى السابق، وجود أي مضايقات أمنية لقادة حركة "فتح" في قطاع غزة بعد سيطرة القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية على قطاع غزة، لكنه أشار إلى أن المضايقات لازالت بحق أعضاء الأجهزة الأمنية السابقين فقط. وأكد عبد الرازق ،القيادي البارز في حركة "فتح" في تصريحات ل "الشروق "، أنه تم تعيين زكريا الأغا ليكون مسؤولا عن نشاط حركة "فتح" في غزة.. ومن جهته ، أكد راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن قطاع غزة لم يشهد مثل الهدوء الذي يعيشه الآن منذ أكثر من عقد من الزمان - عقب سيطرة حماس عليه، نافيا أن تكون هذه الأخيرة قامت بعملية "تطهير تنظيمي" بحق عناصر "فتح" في القطاع. وقال الصوراني بعد الانتهاء من النزاع والاشتباك العسكري يوم الجمعة الماضي لم يرد لدينا أي من عمليات التصفية خارج إطار القانون". وأشار إلى وجود بعض عمليات الاعتقال من قادة فتح وقادة الأجهزة الأمنية، موضحاً أن حماس عملت على إطلاق سراحهم في نفس يوم الاعتقال بعد تدخل من مؤسسات حقوقية.لكن الصوراني تطرق لوقوع العديد من عمليات القتل خارج القانون خلال فترة الاشتباكات المؤسفة بين حركة حماس وعناصر من الأجهزة الأمنية في غزة والتي مارسها كلا الطرفين، داعيا إلى محاسبة كل من تورط في عملية قتل وجرائم ضد المؤسسات المدنية والخاصة.وأشار الصوارني والذي يشغل عضو لجنة حقوقية دولية إلى صعوبة توثيق كل ما حدث خلال الاشتباكات بسبب خطورة الوضع الأمني، موضحاً أن المركز عمل على توثيق العديد من الانتهاكات المتعلقة بحرق وتدمير الممتلكات الخاصة والمدنية، إضافة إلى الاعتداء على الإذاعات والتلفزيون الفلسطيني. مراسل الشروق من غزة : فؤاد الخفش