استيقظ العالم على ضربة موجعة جديدة توجهها المقاومة الفلسطينية هذه المرة إلى قلب تل أبيب بعد فشل الطرف المصري في التوصل إلى التهدئة ومواصلة الكيان الصهيوني القصف. طارت كلينتون إلى نتنياهو، ثم التقت محمود عباس وحطت أخيرا عند مرسي لبحث سبل أخرى لوقف العدوان. في الوقت الذي يعود فيه نبيل العربي مصدوما مما رأت عيناه من مأساة في القطاع. صنعت أمس المقاومة الفلسطينية الحدث بنجاحها في استهداف حافلة وتفجيرها بمن فيها من ركاب، حيث خلف التفجير عشرات الجرحى و الة من الذهول والرعب في وسط سكان المنطقة. بالمقابل احتفل القطاع بهذه الضربة الجريئة وعلت أصوات التكبير والتهليل في مساجد غزة ابتهاجا بالعملية، فيما وزعت الحلوى في بعض المناطق. وباركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العملية، واعتبرتها رد فعل طبيعي على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العملية، واعتبرتها انتصارا لدماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني. وفي الوقت نفسه رحبت لجان المقاومة بالعملية، وأكدت أنها تثأر لدماء الشعب الفلسطيني. هذا وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الشرطة ألقت القبض على مشتبه به في منطقة بورصة الماس الإسرائيلية الموجودة بمدينة "رمات جان" على خلفية تنفيذ التفجير، مشيرة إلى أن هناك أنباء تتحدث عن وجود امرأة هاربة في تل أبيب ومسلحة بمتفجرات. من جهة أخرى، أعلن تلفزيون "الأقصى" التابع لحماس الأربعاء أن الحركة "تبارك العملية الاستشهادية" في تل أبيب وتؤكد أنها رد طبيعي على مجزرة عائلة الدلو التي قتل كل أفرادها في غارة إسرائيلية على القطاع. كما باركتها أيضا حركة الجهاد الإسلامي "تبارك العملية وتعتبرها انتصارا لضحايا غزة وترى فيها أيضا إنجازا إضافيا للمقاومة بعد نجاحها في قصف تل أبيب". من جهته، سارع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى عقد ندوة صحفية فور وصوله إلى القاهرة قادما من غزة. قال العربي: "ونحن في طريقنا للمعبر عائدين لم أسمع صوت انفجارات، ولكن سمعنا أزيز طائرات، وعلمنا بعد ذلك أن اثنين من الصحفيين كانا معنا وذهبا في مكان ما وقتلا"، مضيفا "أن أبرز الأمور في هذه الزيارة هو التحدي الذي نقرأه في عيون أطفال غزة ونسائها، حيث أينما نذهب نرى الدمار حتى في أماكن ليست عسكرية". وأعلن العربي خلال المؤتمر أن ثلاثة من وزراء خارجية العرب من الذين رافقوه خلال زيارة غزة أبلغوه أن بلادهم تؤيد عقد القمة العربية الطارئة التي دعت إليها فلسطين خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي عقد السبت الماضي لبحث قضية العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أنه قال أن هذا الرقم ليس كافيا لانعقاد القمة، حيث يتطلب عقدها موافقة 11 دولة أخرى. وطالب المجتمع الدولي بتضافر جهوده ومجلس الأمن والرباعية الدولية بأن يتحركوا ويتركوا الحيل التي تلجأ إليها إسرائيل حتى تعطل أعمالها، موضحا أنه ليس في إمكان الدول العربية وحدها أن تحل مشكلة فلسطين. كما أوضح أنه طالب سكرتير عام الأممالمتحدة "بان كي مون" بالعمل فورا على إنهاء الاحتلال وقال: "سأثير هذا الأمر مع الجانب الأمريكي في أقرب فرصة وسأبلغهم أنه لا استقرار ولا سلام طالما الاحتلال مستمر في الأراضي الفلسطينية". وطالب العربي الدول العربية والفلسطينيين أن يكونوا صفا واحدا، لافتا إلى أنه تحدث في ذلك الأمر مع إسماعيل هنية، وأوضح أن هنية يؤيد وحدة الصف الفلسطيني.