الجيش الإسرائيلي يتكبّد أولى خسائره البشرية و تل أبيب تهتز على تفجير نفذته المقاومة واصل الجيش الإسرائيلي أمس لليوم الثامن على التوالي قصفه الهمجي لغزة و لم تستثن الطائرات العسكرية المساجد و المقابر التي تطايرت فيها رفات الأموات مع أشلاء الشهداء الذين ارتفع عددهم إلى أكثر من 150 شهيد إضافة إلى 1160 جريح و يوجد بين الضحايا عشرات الأطفال و النساء. في المقابل واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق صواريخها على إسرائيل، و قتل أحد هذه الصواريخ جنديا إسرائيليا في أول خسارة بشرية يمنى بها الجيش الاسرائيلي منذ بدء عدوانه على القطاع قبل أسبوع. كما اهتزت تل أبيب أمس على تفجير أصيب فيه ما لايقل عن 17 إسرائيليا، و هي العملية التي تبنتها الجبهة الشعبية و باركتها كل من حركتي حماس و الجهاد الإسلامي. وأطلق مسلحون في غزة النار في الهواء احتفالا بعد الانفجار الذي قالت الشرطة الإسرائيلية أنه نتج عن قنبلة زرعت في حافلة . و في خضم تسارع الأحداث، أعلن وزير الخارجية المصري مساء أمس في مؤتمر صحفي مع نظيرته الأمريكية عن التوصل إلى هدنة قال ان سريانها يبدأ من التاسعة ليلا بتوقيت القاهرة. الغارات الإسرائيلية على غزة أمس كانت بنفس الكثافة، ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن الناطق باسم وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة، قوله “إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى ما لا يقل عن 150 شهيد و1160 جريحاً، بعد استشهاد كل من الفتاة أميرة أحمد أبو نصر 14 عاماً، وفارس منصور سبيتة 23 عاماً، ومصطفى عوض ابو احميدان 23 عاماً، وأحمد عوض أبو عليان، ومحمد الأشقر 22 عاماً". وأفاد الموقع نقلاً عن مراسله في القطاع، باستشهاد ثلاثة من عائلة العسلية جراء قصف لمنطقة عباد الرحمن بغزة، مساء أمس الاربعاء ، وهم أب وابنه وابنته، كما أكد الموقع نبأ استشهاد الطفل محمد عطية أبو خوصة إثر قصف إسرائيلي بشارع النفق بغزة. كما قصفت طائرات الاحتلال من نوع “اف 16» قصفت صباح أمس، منزل عصام الدعاليس مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتم تدميره بالكامل.وأكدت مصادر طبية فلسطينية وصول عدد من الإصابات إلى مشفى شهداء الأقصى في دير البلح جراء قصف المنزل. من جهتها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، أمس، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مسجدين ودمرتهما بشكل كامل خلال غاراتها التي دخلت يومها الثامن على القطاع، فيما ألحقت أضرارا أخرى ب34 مسجدا إلى جانب استهداف 6 مقابر بشكل مباشر. واعتبر وزير الأوقاف في حكومة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل رضوان، استهداف المساجد ودور العبادة والمقابر “عمل إجرامي كبير يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية التي يتغنى بها المجتمع الدولي، الذي لا ينظر إلا بعين واحدة ويكيل بمكيالين في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية". و للتعتيم على الجرائم التي يرتكبها في غزة عمد الجيش الإسرائيلي إلى قصف البرج الذي يضم العديد من المكاتب الإعلامية بما فيها مكتب وكالة الأنباء الفرنسية الذي تم تدميره . إلى ذلك، تظاهر عشرات الفلسطينيين قبالة مقر الرئاسة الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، وهم يرفعون لافتات معارضة لزيارة كلينتون تندد بالمواقف الأمريكية التي وصفوها بالمنحازة لصالح إسرائيل.ورفع المتظاهرون الشعارات المناوئة للولايات المتحدة، والمناهضة للعدوان الإسرائيلي على القطاع، وحرقوا العلم الأمريكي. ورفض منسق القوى الوطنية والإسلامية عصام بكر زيارة أي ممثل أمريكي للضفة أو القطاع، معتبراً إياهم شريكاً فعلياً في العدوان على كل الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة مراجعة سياستها العنصرية تجاه القضية. وأضاف أن عرقلة أمريكا لطلب إدانة الحرب على غزة ليس بجديد، فقد قامت بإجهاض أكثر من طلب خلال فترات سابقة، مشيراً أن الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية مساوية للاحتلال في كل ما يحصل تجاه المواطنين في القطاع.و على صعيد الحراك الدبلوماسي، أعلن مساء أمس وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في مؤتمر صحفي مع نظيرته الأمريكية، هيلاري كلينتون، التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ويبدأ سريانه التاسعة ليلا بتوقيت القاهرة. وقال عمرو، إن اتفاق وقف إطلاق النار عقد برعاية الرئيس محمد مرسي، وانطلاقا من مسؤوليات مصر، التي وصفها بأنها تاريخية تجاه القضية الفلسطينية.ووجهت كلينتون، الشكر للرئيس محمد مرسي على جهوده لوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، بعد ثمانية أيام من الاشتباكات. وكان مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل، أعلن في وقت سابق أمس، أنهما توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.ومن جهتها، ذكرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب وافقت على وقف العمليات العسكرية، وليس رفع الحصار عن قطاع غزة و قبل ذلك بقليل جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي دعوته للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وذلك للحفاظ على أرواح المدنيين الفلسطنيين والإسرائيليين الذين يتعرضون للقصف منذ ثمانية أيام. وأكد دعمه لجهود الرئيس عباس الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع مبرزا «أن المجتمع الدولي برمته ينظر باهتمام جم إلى الوضع في غزة». أما نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، فوصف أمس الوضع فى القطاع بأنه «لم يعد يتحمل أكثر مما هو عليه» وطالب مجلس الامن أن يتحرك فورا لتنفيذ قراره 242 الذي ينص على انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي المحتلة عام 1967. وبخصوص القمة العربية الطارئة، أشار العربي إلى أنه لم يتلق سوى موافقة ثلاث دول على عقد هذه القمة التي دعت اليها فلسطين، وان النصاب لانعقادها يتطلب توافر موافقة الثلثين اي 14 دولة كما اشار العربى على أن العراق جدد طلبت عقد اجتماع طارئ لرؤساء أركان الجيوش العربية منذ 10 أيام. محمد.م/ الوكالات