لاتزال عملية التمشيط التي باشرتها قوات الأمن المشتركة بمنطقة مفتاح جنوب العاصمة، متواصلة بعد توقف عمليات القصف، فيما شوهد أفراد الجيش الذين كانوا يطوقون المكان، يزحفون تدريجيا مترجلين، وأفادت مصادر متطابقة من المنطقة أن قوات الجيش تقوم منذ الخميس الماضي بعملية تمشيط واسعة، تكشف الوسائل المجندة لها أنها "عملية عسكرية هامة" تمت بعد ورود معلومات تفيد بوجود تحركات مشبوهة. حيث إستخدمت المروحيات في قصف بعض المواقع التي يرجح أنها كانت ملجأ لجماعة إرهابية تردد أنها "خلية انتحارية" جديدة في تنظيم "القاعدة" حاولت تشكيل قواعد خلفية في هذه المرتفعات الجبلية التي تقع على الجهة الجنوبية للعاصمة، لكن لم يتسن طوال نهار أمس تأكيد هذه المعلومات. وقد استمر القصف عدة ساعات من يوم الجمعة وهذا إلى ساعة متأخرة من الليل، ليباشر أفراد الجيش عملية تمشيط مترجلين، مدعمين بأعوان الحرس البلدي والمقاومين، ولم تتسرب أية معلومات عن النتائج الأولية للقصف الذي كان عنيفا، لكنه تركز بشكل لافت حسب مصادر محلية متطابقة على منطقة الجمايعية وهو دوار تابع لبلدية الجبابرة بدائرة مفتاح، وقد امتد الطوق الأمني إلى غاية المنطقة الجبلية المتاخمة لحوش زيان الذي تقيم فيه عائلة الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد المالك درودكال، وتعتبر هذه المنطقة ممرا للإرهابيين من الجهة الشرقية من خميس الخشنة إلى الجهة الجنوبية بإتجاه الأربعاء ومفتاح، ومنها إلى العاصمة. ولا تستبعد مصادرنا أن يكون هدف هذه الخلية تفعيل النشاط الإرهابي في هذه المناطق في ظل العجز عن خرق الطوق الأمني المفروض على العاصمة ومداخلها، حيث لم تعرف هذه المناطق التي كانت أهم معاقل "كتيبة الرحمن" التابعة للجماعة الإسلامية المسلحة، عملية تمشيط منذ أكثر من 3 سنوات، وكانت قوات الجيش تقوم بدوريات مراقبة في المناسبات، خاصة في الإنتخابات ولم تعرف أية عمليات إرهابية منذ حوالي 3 سنوات بعد إغتيال تائب يقيم بحوش زيان خلال تنقله في الحقل. وتذهب هذه المصادر في اتجاه الحديث عن محاولات الإتصال بتائبين، خاصة من عناصر "الجيا" الذين كانوا ينشطون سابقا في هذه المناطق من المفرج عنهم في إطار تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، خاصة وأن قيادة درودكال تسعى لتوسيع خريطة نشاطها وتحويل التضييق عليها باتجاه مناطق أخرى لسهولة التحرك والتنقل. وكانت مصادر سابقة قد أفادت أن العديد من الشباب المراهقين الذين إلتحقوا بالنشاط المسلح حديثا من العاصمة وضواحيها، كانوا كثيري التردد على مناطق بمفتاح وبوفاريك بالبليدة دون أن تتسرب معلومات أخرى، ويحرص عادة الإرهابيون على "أمن" مناطق اجتماعاتهم لعدم لفت إنتباه أجهزة الأمن إليهم. نائلة.ب