لم يغيّر ما حصل للثنائي العالمي من اللاعبين من أصول جزائرية كريم بن زيمة وسمير ناصري، شيئا بالنسبة للاعبين الشباب وخاصة من أصحاب الموهبة الفذة، الذين تدرّجوا في المدارس الكروية الفرنسية، حيث لا يمرّ يوم إلا ويعبروا عن حلمهم في تقمص ألوان المنتخب الفرنسي، الذي هو حاليا بطل العالم ومقبل في الصائفة القادمة على خوض غمار كأس أمم أوربا، وبالنظر إلى التشكيلة التي يمتلكها فهو مرشح فوق العادة لحصد اللقب الأوربي في حضور كبار القارة العجوز مثل إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وإنجلترا. من بين اللاعبين الذين يمكنهم أن يتحوّلوا إلى ظواهر كروية اللاعب الفرانكو جزائري في فريق الأواسط لباريس سان جيرمان عادل عوشيش الذي يبلغ من العمر 17 سنة، ولكنه بدأ في جلب الانتباه، بل بدأت المحاولات الجادة لخطفه من طرف برشلونة، وهناك من الكتالانيين من يراه الوحيد الذي يمكنه أن يعوّض ليونيل ميسي الذي بلغ من العمر 32 سنة ونصف سنة، عندما يعتزل اللعب في المستويات الكبرى، ولكن هذا اللاعب الموهبة في آخر تصريح له عندما سألوه عن حلم حياته في عالم الكرة، قال بأنه يأمل في تقمّص ألوان المنتخب الفرنسي الأول ما يعني أن قلب اللاعب مع الديكة وأحلامه تطير نحو التتويج بكأس أمم أوربا وكأس العالم، ولا يهمه إطلاقا الانضمام إلى منتخب ينافس في إفريقيا، وأهدافه في المونديال لا تتعدى المشاركة من أجل المشاركة. ويوجد موهبة فريق أونجي البالغ من العمر 18 سنة فقط، آيت نوري ريان على بعد خطوة من المشاركة في أولمبياد طوكيو في الصائفة القادمة مع منتخب فرنسا للأولمبيين، وهو الحلم الذي أعرب عنه هذا اللاعب الموهبة، الذي من المفروض أن ينتقل إلى ناد كبير في الميركاتو الصيفي القادم، وهو حاليا يلعب إلى جانب الجزائري الملالي المتألق هذا العام بتسجيله ثلاثية وتحت قيادة رئيس فريق الجزائري بن شعبان، ولكن آيت نوري أحلامه بدت فرنسية خالصة، وآيت نوري الذي تسعى جوفنتوس وأتلتيكو مدريد لخطفه مثل عوشيش، يلعبان في خط الوسط ويتمتعان بنظرتهما الشاملة للملعب وحسن تصرفهما السريع بالكرة ومن صانعي الأهداف، ويتمتعان بقوة كبيرة في التسديد مع الدقة اللازمة، وهو ما ينقص المنتخب الجزائري. الأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ، فهناك لاعبون آخرون دون موهبة هذا الثنائي ولكن حلمهم الأول هو المنتخب الفرنسي ومنهم لاعب بوردو ياسين عدلي وهو ينشط في الوسط الهجومي، ومازال مرتبطا بنادي باريس سان جيرمان، وقد يكون أيضا في طوكيو الصيف القادم، حيث لا يزيد سنه عن ال 18 سنة، كما يزدحم فريق ليون الفرنسي بعدد من اللاعبين صغار السن من أصول جزائرية مثل ريان شرقي وأمين غويري، وسبق لليون وأن ضم لاعبين كثيرين من أصول جزائرية تدرّجوا في مدارسه فلعب بعضهم للمنتخب الجزائري مثل إسحاق بلفوضيل ورشيد غزال ومهدي زفان، ولعب بعضهم الآخر لمنتخب فرنسا مثل كريم بن زيمة ونبيل فقير، ومازال آخر ينتظر دعوة من منتخب فرنسا وهو حسام عوار والبقية تحلم بألوان منتخب الديكة العالمي، وتبقى الجزائر في الصف الثاني وربما غير موجودة أبدا في المفكرة. ما حدث لكريم بن زيمة من عنصرية حقيقية التي هزت عالم الكرة، ليس في فرنساوالجزائر فقط، وشطب اسمه من الديكة نهائيا بالرغم من أنه حاليا أحد أحسن اللاعبين في المعمورة، وما قاله سمير ناصري من تعرضه للتهميش والتحطيم وغلق باب فرنسا في وجهه، لا يبدو يشغل اللاعبين من مزدوجي الجنسية، الذين يتذكرون زين الدين زيدان وكيف فتحت فرنسا أبوابها في وجهه، وعبر هذا صار من أحسن اللاعبين وأخلدهم وتمكن من اللعب لجوفنتوس وريال مدريد، وأكثر من ذلك أشرف على ريال مدريد وفاز معه كلاعب وكمدرب بكأس رابطة أبطال أوربا، وما يحققه مبابي الذي هو من أمّ جزائرية، ولم يحدث للاعب جزائري وأن لعب ولو احتياطيا لجوفنتوس أو ريال مدريد. سمير ناصري لخّص أهمية اللعب لمنتخب فرنسا، في كون اللاعب من الناحية الشخصية سيتلقى بسبب انتمائه لفرنسا عروضا أقوى من كبار الأندية في العالم، لأنه ينتمي لمنتخب فاز بكأس العالم مرتين، ولن يتحقق ذلك إذا كان تابعا للجزائر التي لم تشارك في المونديال سوى أربع مرات. ب.ع