نظم العشرات من مواطني مدينة جانت التابعة لإليزي صباح أمس، وقفة احتجاجية قبالة قاعة التاسيلي بوسط المدينة، قبل أن ينطلقوا في مسيرات جابت الشارع الرئيسي للمدينة رافعين الكثير من الشعارات واللافتات، الرافضة لنشاط تصفية الذهب التي تتم حاليا في أغلبها داخل الواحة القديمة للمدينة، وبعض المستثمرات الفلاحية خارجها، مع حديث عن بعض المواقع داخل النسيج الحضري للمدينة، ويثير موضوع تصفية الذهب في الأشهر الأخيرة بمدينة جانت الكثير من الجدل، بسبب المخاوف المتنامية وسط السكان جراء المواد المستعملة في هذا النشاط، على غرار مادتي الزئبق والسيانيد، المضرة للصحة، حيث يتداول الحديث عن بلوغ عدد الوفيات إلى حد اليوم سبع حالات على الأقل، وسط الرعايا النيجريين العاملين في هذا النشاط، حسب ما كشف مواطنون خلال لقاء نظم قبل يومين بخصوص هذا الملف، فضلا عن الأضرار، الصحية المحدقة بطبقات الماء، وكذا البيئة، من خلال الأتربة التي يتم التخلص منها في الطبيعة. ودعا المحتجون إلى ضرورة تدخل السلطات العمومية ووضع حد لهذا النشاط، بسبب إفرازاته على الإنسان والماء والطبيعة بصفة عامة، وعلى الأجيال المقبلة بسبب الترسبات الناجمة عن هذا النشاط والتي يصعب إزالتها من محيط تلك المواقع التي يتم فيها هذا النشاط، والمرشحة للانتشار بسبب الرياح وغيرها. من جهة أخرى، أفرز هذا النشاط مشاكل عديدة مرتبطة، وفق شكاوى المواطنين، بشكل أو آخر بهذا النشاط، عبّر عنها المحتجون في هذه المسيرات، بينها الفوضى التي ارتبطت بالنشاط جراء انتشار المركبات المجهولة، والتنامي اللافت لعدد الدراجات النارية، وتنامي حالة فوضى السير والنقل، والازدحام على محطات الخدمات، وتضاعف نشاط مستشفيات المدينة بسبب الضغط الواقع عليها جراء توافد العاملين وسط هذه الورشات، والحديث عن ظهور أمراض غريبة وغير معروفة، وكلها أخرجت هؤلاء عن صمتهم للبحث عن حلول لما يجري، وإيجاد حل من خلال الترخيص بالنشاط خارج المدينة، في مكان تواجد المواد الخام التي يتم استقدامها، وهو الحل لوقف الرفض الحاصل حيال النشاط.