يبقى تجسيد مشاريع الربط بواسطة الغاز الطبيعي على مستوى عديد مناطق ولاية المسيلة أمل عشرات إن لم نقل مئات المواطنين، إذا ما تم النظر إلى التجمعات السكانية شبه الحضرية التي أصبحت في حاجة ماسة ليس للغاز فقط بل حتى لشبكات الصرف الصحي. سمحت لنا جولتنا الاستطلاعية في بعض البلديات الوقوف على أكثر من حالة، فعلى مستوى بلدية حمام الضلعة، يشتكي سكان منطقة الدبيل البالغ عددهم نحو 4000 آلاف نسمة أو أكثر منذ سنوات من مشكل الغاز والأمر – يقول من تحدثوا للشروق- هذه الأيام يكاد يكون بمثابة الهاجس أمام الطلب المتزايد على قارورات غاز البوتان جراء انخفاض درجات الحرارة وحاجة العائلات إلى التدفئة وغيرها، وغير بعيد عن الدبيل نجد عديد التجمّعات السكانية على الطريق الوطني رقم 60 بداية من البعط والبحاحشة والكراطسية وغيرها. وقد سجلنا خلال جولتنا مشهدا على قارعة الطريق يجسده عديد المواطنين وهم يترقبون قدوم الشاحنة المحملة بقارورات الغاز علّهم يظفرون بقارورة غاز البوتان يسدون بها حاجاتهم اليومية.. هذا الوضع يكاد ينسحب – يقول من تحدثوا إلينا – على عشرات المواطنين المنتشرين عبر عدة مناطق وبلديات كتارمونت وبني يلمان وأولاد منصور وخطوطي سد الجير وسيدي هجرس وعين الحجل وبوطي سايح وتامسة وامجدل ومناعة وسيدي امحمد وولتام وغيرها من المناطق التي تتطلع إلى مثل هذه المشاريع تنتشلها من الحرمان والمعاناة التي عمرت لأكثر من 20 سنة ودفعت نسبة منهم إلى النزوح نحو المدن والتجمّعات السكانية التي تتوفر على مقوّمات الحياة الضرورية وفي مقدمتها الغاز والصرف الصحي والتهيئة وما إلى ذلك من الظروف التي تعتبر من قبل بعض المتابعين جاذبة للمواطنين، فيما يبقى تأخر تجسيد عديد المشاريع على مستوى ولاية المسيلة يضيف هؤلاء من بين العوامل الطاردة للسكان من مناطقهم إلى حيث يجدون راحتهم الأمر الذي تولدت عنه ظاهرة البناءات الفوضوية التي أصبحت تعاني منها عديد بلديات الولاية، وجدت نفسها أمام أمرين أحلاهما مر، كما عبر بذلك عديد المنتخبين المحليين. وأمام هذا الوضع ناشد السكان السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية التدخل لتسريع عملية تجسيد المشاريع ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن.