كشف مسؤول بمصلحة مكافحة الإرهاب الإسبانية، عن وجود حوالي 100 عنصر من قيادات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وشبكات إرهابية أخرى، تمكنوا من الفرار إلى إسبانيا والإختباء بها، بعد تشديد الخناق عليها، من طرف السلطات المغربية والجزائرية. وإستنادا إلى نفس المصدر، حسب ما نقلته جريدة "الإتحاد الإشتراكي" المغربية، فإن الأسلوب المتبع من طرف هذه العناصر المنتمية للجماعات المسلحة، بغرض التسلل إلى إسبانيا، يعتمد على "إستغلال منافذ مافيا الهجرة السرية"، حيث يعمدون في البداية إلى التسلل وسط آلاف المواطنين المغاربة الذين يقصدون سبتة ومليلية المحتلتين يوميا، للتزود بالبضائع قصد إعادة بيعها في إطار ما يعرف بالتهريب القوتي، لكنهم يظلون هناك مختبئين إلى أن يربطوا الإتصال بمهربي البشر، الذين يمكنونهم فيما بعد من وثائق مزورة، وينقلونهم إلى إسبانيا. وأبرز المسؤول الأمني الإسباني، بأن هناك طريقتين للفرار من قبضة وملاحقة مصالح الأمن المغربية والجزائرية، فهناك-حسبه- من يتمكن من التسلل إلى سبتة ومليلية المحتلتين، بغرض الاختباء هناك مؤقتا، حيث تتواجد بنية إستقبال قادرة على إخفائهم والتكفل بهم، في إنتظار تخفيف الطوق الأمني، وهناك من يهدف إلى مغادرة الأراضي المغربية أو الجزائرية بشكل نهائي، وخصوصا القيادات الملاحقة، وهؤلاء هم من يعمدون إلى التنسيق مع مافيا الهجرة السرية لدخول إسبانيا والإستقرار بها بصفة شبه تامة ونهائية. وقد بلغ عدد عناصر "القاعدة" الهاربين بإتجاه التراب الإسباني، حسب ذات المصدر، حوالي 100 شخص، وهو وضع شبهه المسؤول الإسباني، بما حدث في الثمانينات من القرن الماضي، عندما إتخذ عدد من قيادات حركة "إيتا" الإنفصالية، من الباسك الفرنسي، مخبأ لهم، هربا من ملاحقة السلطات وأجهزة الأمن الإسبانية. وتحدّد السلطات الإسبانية، أقاليم كاطالونيا والأندلس وبلنسية، كوجهة مفضلة للهاربين والمطلوبين من طرف مصالح الأمن، وذلك لوجود إمكانية الإختفاء والإختباء هناك ، وتقول مدريد بأن أغلب هؤلاء هم مواطنون مغاربة، ويصعب إلقاء القبض عليهم، "لأنهم غير مدرجين ضمن لائحة المتابعين من طرف السلطات الإسبانية وليست هناك معلومات كافية عنهم". وتحسبا لموجة جديدة من الفارين القادمين من المغرب والجزائر، بمناسبة عودة المهاجرين المغاربيين إلى دول الإقامة بالدول الأوروبية، بعد قضاء عطلة الصيف ببلدانهم الأصلية، تقرر حسب ما نشرته "الإتحاد الإشتراكي"، تشديد المراقبة بعدد من النقاط الحدودية الإسبانية، وفي مقدمتها ميناءي الجزيرة الخضراء وأليكانتي، بهدم عدم تمكين العناصر المتابعة والفارة من التسلل إلى إسبانيا وسط عشرات الآلاف من العائدين. في هذا الوقت، أعلنت أمس، وزارة الداخلية الإسبانية، عن إعتقال إسلاميين مغربيين في برشلونة، "يشتبه في إنتمائهما الى القاعدة"، ومطلوبين من القضاء المغربي، مشيرة إلى أن الموقوفين، هما محمد لشقر ومولاي لحسين، وقد صدرت بحقهما مذكرات توقيف دولية عن القضاء المغربي، وهما متهمين بالإنتماء إلى خلية للتوجيه الديني وتجنيد الجهاديين بهدف إرسالهم إلى "معسكرات تدريب إرهابية" في صحراء الساحل، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، في برقية لها أمس، بأن السلطات المغربية تبحث عن عناصر نشطة ضمن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ج/لعلامي:[email protected]