رغم الاحتياطات التي تحدثت عنها المملكة السعودية مؤخرا، لحماية المسلمين الذين يقصدون البقاع المقدسة لأداء العمرة من فيروس كورونا، ورغم إجراءات المراقبة والكشف في مطارات الجزائر الدولية، لرصد حالات الإصابة بهذا الفيروس، يبقى الخوف من العدوى، ساكن في قلوب الجزائريين الذين يرغبون في السفر أو في أداء العمرة، وهذا ما أحدث نوعا من الاضطراب والتذبذب في الرحلات إلى الخارج. في هذا السياق، طمأنت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، الجزائريين الراغبين في أداء العمرة هذه الأيام وزيارة مكةالمكرمة، عدم التخوف من فيروس كورونا، خاصة بعد أن اتخذت المملكة السعودية كل الإجراءات اللازمة لمواجهة خطر هذا الفيروس، وقال البروفسور مصطفى خياطي، إن هيئته تتابع باهتمام مسألة انتشار كورونا في العالم، حيث أن الجزائر والسعودية لم تعلنا لحد الساعة عن تسجيل حالة إصابة داخل ترابهما، وأن المسلمين في الصين معزولون عن مناطق انتشار الفيروس، كما أن بقية البلدان الإسلامية الآسيوية مثل إندونيسيا لم تسجل هي الأخرى أي حالة لفيروس كورونا. ودعت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي”فورام”، كل الوكالات السياحية إلى ضرورة حماية زبائنها وإرشادهم واتخاذ كل التدابير قبل وبعد نقلهم إلى البقاع المقدسة، ولم تستبعد ذات الهيئة تطوّر وضع انتشار فيروس كورونا شهر ماي القادم، حيث قال خياطي، إن الأمر يستدعي توفير اللقاح ضد هذا الفيروس قبل تسجيل حالات في الجزائر. وأوضح البروفسور مصطفى خياطي، أن خطر كورونا أقل من خطر فيروس”سارس”، إذ أن عدوى الأول تمثل 5 من المائة بينما عدوى الثاني تصل إلى 10 من المائة. من جهته، أكد رئيس نقابة الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أن رحلات العمرة لم تتأثر هذه الأيام بسبب فيروس “كورونا”، خاصة بعد اتخاذ السعودية التدابير الوقائية، ولكن الأمر يبقى مجهولا بالنسبة للشهور القادمة، وقال إن جميع الوكالات المنظمة للعمرة والحج، تلقت توصيات صارمة فيما يخص الوقاية من فيروس “كورونا “وأي أمراض أخرى، وهي مطالبة اليوم، بتطبيق كل الإجراءات الوقائية وتوفير مرشدين ليسوا فقط في أمور الدين ولكن فيما يخص حماية المعتمرين والحجاج من العدوى، والأوبئة والمخاطر. وحسب بعض الوكالات التي اتصلت بها الشروق، فإن المخاوف من فيروس كورونا، تبقى قائمة، حيث ورغم أن الفترة غير مناسبة للرحلات السياحية ورحلات العمرة، إلا أن هذه الوكالات رصدت حالة الخوف من الفيروس عند زبائنها، وفضل حسب صاحب وكالة سياحية بباب الوادي، بعض زبائنه تأجيل رحلة العمرة إلى وقت لاحق، في انتظار أخبار جديدة عن كورونا، ومدى انتشارها أو اختفائها.