إذا كانت تشريعيات ماي، لم تسجل إلا حالات نادرة من الوفيات فإن محليات اليوم التي خاضها قرابة 185 ألف مترشح ومترشحة أفرزت إلى غاية يوم أمس، وفاة 11 مترشحا ومترشحة من مختلف التشكيلات السياسية، غالبيتهم شباب كانوا مرضى وزادهم النشاط الانتخابي وهنا على وهن، كما حدث للمترشحة عن حزب الكرامة بالعلمة بولاية سطيف، سعاد سالم عولمي، البالغة من العمر 35 سنة وهي تقني سامي في الإعلام الآلي، باشرت النشاط الانتخابي مع حزب الكرامة ضمن القائمة البلدية ولكن مرضها بالتهاب الكبد الفيروسي قتلها في عز الحملة الانتخابية. كما عرفت مترشحة تقطن بدوار العناب ببوحجار نفس المصير، واتضح أنها تعاني من فقر الدم وأوجاع في الكلية وتدعى سهام بلحسن، البالغة من العمر 30 سنة ومنتمية لحزب الخط الأصيل، وهي حاصلة على ليسانس قانون دولي، وفقر الدم يرتبط بسوء التغذية وليس نقصها كما هو معروف طبيا أو وراثيا أيضا، وكنموذج عن هذه الحالات زارت "الشروق اليومي" نهار أمس، بيت المترشح المتوفي عن الجزائر الخضراء من بلدية عين قشرة. .. حيث كشف فرحات شويط، والد المرشح زهير 34 سنة المتوفي صباح أمس الأول، بسكتة قلبية مفاجئة بمكان إقامته ببلدية عين قشرة غرب ولاية سكيكدة، أن ابنه تنافس على مقاعد المجلس البلدي وهو حاصل على شهادة ليسانس في علم الاجتماع من جامعة سكيكدة، تخرج سنة 2008، وكشف أيضا بأن الفقيد زهير مريض بداء القلب حيث أجرى عمليتين جراحيتين الأولى أواخر الثمانينيات بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، والثانية أواخر التسعينيات بمستشفى مصطفى الجامعي بالعاصمة، اشتد عليه المرض صبيحة الأحد، فسافر به شقيقه عثمان إلى ولاية سطيف لزيارة طبيبه الخاص، حيث نصحه هذا الأخير بالمكوث بالمستشفى لكنه قرر العودة إلى المنزل بعين قشرة، وعند وصوله زاد عليه المرض أكثر فأكثر -كما قال- قضينا ليلة الاثنين إلى الثلاثاء. معه في غرفته وخلال الساعة السابعة صباحا لفظ أنفاسه الأخيرة، كان يود إكمال نصف دينه الصائفة المقبلة بعدما أنهينا أشغال المنزل الجديد. وأضاف أن سبب وفاة ابنه بسكتة قلبية مفاجئة أنه أصبح مؤخرا لا يحتمل شدة التعب بعد أن سهر على تجنيد المواطنين خلال الحملة الانتخابية للتصويت لصالح قائمة تكتل الجزائر الخضراء في بلدية عين قشرة، وهو الأمر الذي أرهقه. علما أن سكيكدة شهدت حالتين مماثلتين خلال الانتخابات التشريعية للعاشر من ماي الماضي، أين لفظ شاب يقطن بعاصمة الولاية أنفاسه الأخيرة بسكتة قلبية يوم الاقتراع، والثاني ببلدية صالح بوالشعور. ولاحظنا في كل التجمعات الحزبية الغياب الكامل للتغطية الصحية، التي من المفروض أن توفرها الأحزاب لمترشحيها ومناضليها قبل توفيرها لعامة الناس من المتعاطفين والفضوليين، كما أن غالبية الأحزاب لا تعطي قيمة للجانب الصحي بدليل أنها لا تتوفر حتى في سيارتها المتنقلة من ولاية إلى أخرى على علب صيدلانية فما بالك بالأطباء.