نقلت قناة (سي إن إن تورك) عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، الثلاثاء، إن تركيا لن تسمح للحكومة السورية باكتساب أراض في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، وذلك بعد يوم من مقتل جنود أتراك في هجوم حمّلت أنقرة القوات السورية مسؤوليته. وكانت تركيا قد حثت روسيا على كبح جماح القوات الحكومية السورية في إدلب بعدما هز الهجوم تعاوناً هشاً بين أنقرةوموسكو. وقال أردوغان على متن طائرة أثناء عودته من أوكرانيا، إنه لا توجد حاجة "لخلاف خطير" مع موسكو بخصوص التطورات في سوريا في الوقت الراهن، مضيفاً أن بلاده ستتحدث مع روسيا بهذا الشأن "دون غضب". وأردف قائلاً، إنه ربما يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء. وتساند روسيا الرئيس السوري بشار الأسد في حين تدعم تركيا المعارضة التي كانت ذات يوم تطمح في الإطاحة به. وعملت الدولتان معاً على الحد من القتال في إدلب، لكن هجوماً كبيراً شنته قوات الحكومة في المنطقة أثار غضب أنقرة التي تخشى من احتمال زحف ملايين النازحين نحو تركيا التي تؤوي بالفعل 3.6 مليون لاجئ. وحثت تركياروسيا على منع القوات السورية من شن هجمات أخرى لكن موسكو تقول إنها قلقة من هجمات متشددين يسيطرون على إدلب آخر معقل لمقاتلي المعارضة السورية بعد تسع سنوات من الحرب. وقصفت تركيا عشرات الأهداف حول إدلب يوم الاثنين رداً على هجمات القوات الحكومية. وقال مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي للصحفيين: "قلت لنظيري سيرغي لافروف أن النظام يشن هجمات استفزازية على مواقعنا للمراقبة حول إدلب، ونحن سنرد إذا استمروا في ذلك وإن عليهم منع النظام عن ذلك في أقرب وقت ممكن". وتابع "ونحن لا نقبل كذلك التذرع بأن ‘لا يمكننا السيطرة بالكامل على النظام' هنا". وأضاف أنه يتعين إحياء الاتفاقات مع روسيا المتعلقة بإدلب. "اختبار خطير" قال قنسطنطين كوزاشيف البرلماني الروسي البارز، إن موسكو قلقة للغاية بشأن الوضع في إدلب ووصفه بأنه "اختبار خطير لقوة الاتفاقات الروسية التركية القائمة" سواء في إدلب أو في شمال شرق سوريا حيث تقوم البلدان بدوريات مشتركة. وقال مسؤول أمني تركي، إن الاشتباكات بين القوات التركية والقوات الحكومية السورية مستمرة بشكل متقطع حول سراقب التي تبعد 15 كيلومتراً شرقي مدينة إدلب. وقال إن تركيا لا تعتزم سحب قواتها من 12 موقع مراقبة أقامتها في المنطقة في إطار اتفاق أبرم عام 2017 مع روسيا وإيران رغم أن القوات السورية تطوق بعضاً من هذه المواقع الآن. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "هناك معلومات عن أن بعض مواقع المراقبة تحاصرها قوات النظام لكن إمدادات الأسلحة والمعدات والدعم العسكري لإدلب مستمرة". واستمر القتال في إدلب في السنوات القليلة الماضية على الرغم من جهود وقف إطلاق النار ومنها ما بذل الشهر الماضي، وأدى تجدد القصف الذي تنفذه القوات السورية المدعومة من روسيا إلى نزوح مئات الألوف من المدنيين. وتبني تركيا مساكن للنازحين قرب الحدود التركية قال أردوغان الاثنين، إن نحو مليون شخص سيتوجهون إليها. وقال المتحدث الإقليمي باسم الأممالمتحدة ديفيد سوانسون، إن 520 ألف شخص نزحوا منذ بداية ديسمبر. وأضاف أن 280 ألف آخرين يمكن أن ينزحوا من مراكز العمران قرب طريقين سريعين رئيسيين في المنطقة. Turkey says Russia must restrain Syrian forces in Idlib https://t.co/sYWpzkxlFv pic.twitter.com/MjPRnBG2D4 — Reuters (@Reuters) February 4, 2020