يتسلم الرئيس المصري محمد مرسي الذي يواجه أسوا أزمة سياسية منذ توليه السلطة قبل خمسة أشهر، السبت مشروع الدستور الذي اقر صباح الجمعة، فيما نظمت جماعة الأخوان المسلمين التي ينتمي إليها تظاهرات حاشدة لدعمه. وأعلن حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها الإسلاميون انه سيسلم قبيل ظهر السبت مشروع الدستور الى الرئيس المصري. وقالت صحيفة الأهرام المصرية انه ينتظر ان يوجه الرئيس المصري "خلال ساعات" الدعوة إلى المواطنين للاستفتاء عليه. ودعت جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية المتحالفة معها إلى تظاهرات حاشدة بعد ظهر السبت أمام جامعة القاهرة أطلقت عليها "مليونية الشرعية والشريعة". ولا يزال عشرات المعارضين معتصمين في ميدان التحرير غداة تظاهرات كبيرة طالبت بإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في 22 نوفمبر الجاري وحصن بموجبه قراراته من اي رقابة قضائية كما حصن الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى من اي حكم قضائي محتمل بحلهما. وأثار الإعلان الدستوري احتجاجات واسعة من المعارضة وتسبب بازمة كبيرة بين الرئيس المصري والقضاء بكل هيئاته الذي اعتبر الاعلان الدستوري "اعتداء غير مسبوق على السلطة القضائية". وتنظر المحكمة الدستورية، الأحد، في طعن في دستورية قانون الانتخابات الذي انتخب على أساسه مجلس الشورى وتطالب بحله ويحتمل ان تنظر كذلك في طعن آخر على دستورية القانون الذي شكلت على أساسه الجمعية التأسيسية. كما تنظر محكمة القضاء الإداري، الثلاثاء، 12 دعوى تطالب ب"وقف تنفيذ وإلغاء الإعلان الدستوري" الأخير الذي أصدره مرسي. وأعلنت الجمعية العمومية غير العادية لنادي قضاة مجلس الدولة (نقابة قضاة مجلس الدولة) الجمعة رفضها للإعلان الدستوري وطالبت "بسحب الإعلان دون إبطاء". وأصدرت جبهة الإنقاذ الوطني التي شكلت بعد صدور الإعلان الدستوري وتضم كل أحزاب وحركات المعارضة بيانا في ساعة متأخرة مساء الجمعة أكدت فيه "بطلان مشروع الدستور الذى أقرته الجمعية التأسيسية وتحميل رئيس الجمهورية المسؤولية الكاملة عن الأزمة الخطيرة التى تمر بها البلاد والتى تصاعدت مع انتهاء الجمعية التأسيسية من وضع الدستور". واعتبر البيان أن "اعتزام رئيس الجمهورية طرح مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي يعرض البلاد لحالة من الشلل التام ويضرب شرعيته فى مقتل". وهددت الجبهة بتنظيم مسيرات إلى قصر الرئاسة للضغط من اجل تنفيذ مطالبيها. وقال البيان ان الجبهة "تدرس الاستجابة لمطالب الجماهير بالزحف نحو قصر الاتحادية لمحاصرته للضغط على مؤسسة الرئاسة للاستجابة لمطالبها".