انتفض زوال الإثنين، العشرات من البطالين بورقلة، من بينهم المتكونون في الشركة الوطنية للتنقيب، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام مديرية سوناطراك بمنطقة إرارة بحاسي مسعود. تزامنت الاحتجاجات مع زيارة الوزير الأول بمعية وفد وزاري إلى المنطقة، للاحتفال بذكرى تأميم المحروقات المصادفة ل24 فيفري، وردد البطالون هتافات من بينها: "بركات من الحقرة.. بركات"، فيما منعهم الأمن من التقدم نحو الباب المخصص لدخول الوفد الحكومي، ولجأ المحتجون إلى الخطوة حسب ما ذكره عدد منهم في اتصال مع "الشروق"، عقب ما وصفوه بالانسداد الحاصل في ملف الشغل بالولاية، فضلا عما قالوا إنه "تغول" للشركات البترولية الوطنية والخاصة، وكذا الخدماتية، وتهربها حسبهم من توظيف أبناء المنطقة في مقابل توظيف أشخاص من ولايات بعيدة يوميا وبطرق ملتوية، على حد تعبيرهم. وفي السياق ذاته، دخل صبيحة أمس عمال شركات المناولة المتعاقدون مع سوناطراك، في إضراب على مستوى كل قواعدها وورشاتها في حاسي مسعود، حاسي بركين، حاسي العقرب، حاسي الرمل، وقواعد الحياة بصحراء وادي ايرارة وصحراء عين أمناس وتيافتي والسطح بإليزي، وكذا بحوض الحمراء وحوض بركاوي البتروليين، مطالبين بإدماجهم كعمال بالمجمع البترولي، ومناشدين السلطات العليا، تأميم هذه المؤسسات الخاصة التي التي قالوا إنها "تستنزف الملايير من خزائن سوناطراك دون جدوى للاقتصاد الوطني"، وجاء الإضراب تزامنا مع ذكرى تأميم المحروقات، حيث بلغت نسبة الإضراب 100 بالمائة، مع الاحتفاظ بالحد الأدنى للخدمة بكل مؤسسة. بدورها شهدت إليزي إضراب عمال شركات المناولة وخاصة الشركات المختصة في الفندقة والإطعام عبر جل قواعد سوناطراك، أين امتنعوا عن تحضير الوجبات لعمال سوناطراك، في تصعيد منهم لاحتجاجهم حول مطلبهم الوحيد وهو الإدماج. وقد اضطر عمال سوناطراك بالعديد من نواحي شركة سوناطراك بولاية ايليزي، على غرار الغار وأوهانت وغرد النص وكذا مجمعات الشراكة تيقنتورين وتيافتي وغيرها، إلى تناول وجبات باردة بسبب هذا الإضراب الذي شل جل المطاعم، حيث قدمت الوجبات الباردة على سبيل ضمان الحد الأدنى من الخدمة، من قبل المضربين الذين نفذوا تهديداتهم التي أطلقوها منذ بداية حركتهم الاحتجاجية، التي طالبوا خلالها بالإدماج المباشر في شركة سوناطراك، وذلك عبر إنشاء فرع مختص في الفندقة والإطعام، وهو الفرع الذي تم تجميده في وقت سابق حسب العمال المحتجين. ونظم العمال المضربون وقفات بأماكن عملهم رافعين لافتات ومرددين شعارات تدعو إلى إنهاء ما أسموه بعقود العمل المجحفة في شركات المناولة، وتمكينهم من الإدماج المباشر. وبالعودة إلى الأوضاع بولاية ورقلة، فقد شهدت منطقة تقرت خلال اليومين الأخيرين، تسجيل عديد الحركات الاحتجاجية بوسط ومخارج المدينة، حيث تصدرت الاحتجاجات الخاصة بملف الشغل والسكن والتنمية المشهد العام، وواصل طالبو العمل حركاتهم الاحتجاجية اليومية أمام مقر الولاية بقلب المدينة، بالإضافة إلى المكتب المحلي للتشغيل للضغط على السلطات، من أجل حملها على التفاوض مع الشركات، لاسيما النفطية منها، وكذا الوكالة الولائية للتشغيل بورقلة، لمضاعفة حصة تقرت من عروض العمل وتقليص نسبة البطالة بالمنطقة. كما خرج سكان حي عين الصحراء ببلدية النزلة لقطع الطريق الوطني رقم 3 بمخرج مدينة تقرت، باتجاه ورقلة وحاسي مسعود للمطالبة بمناصب عمل، وكذا المطالبة بحصة إضافية من الأراضي الصالحة للبناء لفائدة الشباب، حيث عرفت الحركة المرورية شللا منذ الصباح مما خلّف اكتظاظا كبيرا وفوضى وسط المدينة بسبب اصطفاف مئات المركبات. وتزامن ذلك مع قطع الطريق الوطني رقم 3، باتجاه بسكرة، عند مفترق الطريق يالمقارين من طرف سكان قرية غمرة الذين طالبوا بالتنمية والشغل والدعم الفلاحي.