كانت الجبهة الاجتماعية، أمس، على موعد مع احتجاجات عارمة هزت عدة قطاعات وتنذر، في حال استمرارها، بصيف "ساخن" قد تعجز الحكومة عن التكيف معه، خاصة أنه يتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم. فمطار هواري بومدين الدولي كان مشلولا، عشية أمس، بفعل إضراب عمال التسيير، وفي عنابة أغلق أكثر من 1000 عامل جميع المنافذ إلى المديرية العامة لمجمع "سيدار". من جهتهم، لجأ طلبة بجاية إلى إضرام النار عند مداخل الإقامات الجامعية لفرض مطالبهم، فيما قرر طلبة بجامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة مقاطعة الامتحانات. وفي حاسي الرمل، تدهورت صحة 25 مضربا عن الطعام. يحدث هذا في الوقت الذي دعت، أمس، اللجنة الوطنية للدفاع عن البطالين إلى مسيرة سلمية احتجاجية في بجاية يوم 15 جوان الجاري. الجوية الجزائرية تستنجد بالناقلين الخواص عمال مطار الجزائر في إضراب مفتوح انتفض عمال مؤسسة تسيير مصالح مطار الجزائر، مساء أمس، احتجاجا على قرار اللجنة المنصبة من طرف إدارة المطار للنظر في مطالب العمال الذين شرعوا في إضراب مفتوح عن العمل صباح أمس. وامتنع العمال عن ضمان الحد الأدنى من الخدمات، ما تسبب في شلل كافة مصالح المطار، وهو الأمر الذي دفع بإدارة الخطوط الجوية الجزائرية إلى الاستنجاد بناقلين خواص لضمان نقل المسافرين إلى الطائرات. وقام العمال، بعد تلقيهم قرار اللجنة القاضي بزيادة في الأجر القاعدي قدرت ب5000 دينار، بطرد الأمين العام للنقابة وأعضائها، متهمين إياهم بالخيانة، واعتبروا الزيادة "ضحكا على ذقون العمال واستهتارا بحقوقهم الضائعة"، حيث رفضوا المساواة بين مستويات كل العمال في الزيادة، وقد دفعت الأوضاع إلى شل العمل داخل المطار بنسبة 100 في المائة، حسب المحتجين، وتوقيف الرحلات الجوية المبرمجة مساء. وأكد العمال أنهم لن يتراجعوا عن الاحتجاج إلى غاية تعديل الاتفاقية الجماعية والتوقيع على اتفاق جديد مع الإدارة، يقضي بزيادة في أجورهم بنسبة 100 في المائة وتمكينهم من المنح والعلاوات بأثر رجعي منذ جوان 2010، وكذا المخلفات التي لم يستفيدوا منها منذ سنوات وتسلموا قيمة 6 أشهر منها فقط، وتعديل منحتي المردودية الفردية والجماعية وتوفير الخدمات الاجتماعية. وأضاف العمال أن الزيادات المقدرة ب23 في المائة والمقررة في جانفي 2010، الناتجة عن تطبيق نظام المنح والتعويضات، لم يستفد منها العمال إلى يومنا هذا. وأكد إطارات المؤسسة المكلفون بالمالية أن المؤسسة تجني أرباحا تقدر ب30 مليار سنتيم شهريا، في حين لا تمثل رواتب العمال منها إلا حصة 4 ملايير ونصف مليار سنتيم شهريا، في ظل وجود عمال لا تتعدى أجورهم 6000 دينار، هذا الوضع، يؤكد محدثونا، دفع العمال إلى منح إدارة المؤسسة مهلة منذ الخميس الماضي وإلى غاية مساء الأحد، ليتم الشروع في الإضراب، بعد رفضها الدخول في مفاوضات. وطالب العمال بحقوقهم في تحديد المستوى والترقية إلى مناصب عليا، بعد حصول أغلبهم على خبرة في الميدان تتراوح بين 27 سنة و42 سنة عمل، وإدماج أفراد عائلتهم في مناصبهم بعد سن التقاعد وتأمين تذاكر مجانية لهم من أجل السفر الداخلي أو الخارجي وامتيازات أخرى، مع توفير الأجواء المناسبة للعمل، على غرار تخصيص قاعات للعمال لتغيير ملابسهم ووضع أشيائهم الخاصة بها، وتوفير وجبات غداء محترمة لهم، حيث أكدوا أن الحصة الغذائية الواحدة يشترك فيها 3 عمال. علاش: كلفنا لجنة بالتفاوض مع العمال ولا تأجيل في الرحلات وفي رده على أسئلة "الخبر"، أكد الطاهر علاش، مدير شركة تسير منشآت مطار هواري بومدين، أن الإدارة تنظر في اعتراض العمال على القرار القاضي بمنحهم زيادة تقدر ب5000 دينار في الأجر القاعدي والتي ستبلغ مع المنح، 7000 دينار صافية لكل عامل. وقال علاش، في لقاء بمكتبه، إن الإدارة تنظر في إمكانية مواصلة المفاوضات مع النقابة بناء على التقارير التي سيقدمها أعضاء اللجنة. وكان قد أمضى، صبيحة أمس، على قرار للشروع في النقاش وفتح باب الحوار مع ممثلي العمال، حيث تم تكوين لجنة مختصة مكونة من 4 عمال من أعضاء النقابة و4 إطارات من الإدارة، تتكفل ببحث مطالب العمال والخروج بحلول وسطية ترضي الطرفين. وقال علاش إنه لا يجد أي مانع في التعامل مع إضراب العمال في إطار القانون، باعتبار أن النقابة الممثل الوحيد لهم، وبحث مطالب هؤلاء التي "ستأخذ بعين الاعتبار". ونفى المدير العام للمؤسسة تسبب الإضراب في أي تأخر أو تأجيل للرحلات. الجزائر: مريم شرايطية نددت بتوقيف أحد نشطائها بتمنراست لجنة الدفاع عن البطالين تدعو إلى مسيرة وطنية دعت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين إلى مسيرة سلمية احتجاجية في بجاية يوم 15 جوان الجاري، بعد اجتماعها الذي عقدته، أول أمس، في الإقامة الجامعية "تاريقي آزمور" ببجاية، وضم نقابيين وطلبة وعمالا متعاقدين. وأصدرت اللجنة بيانا دعت فيه كل البطالين والمتعاقدين والفئات الهشة، إلى الالتحاق بالحركة الاحتجاجية التي انتقلت من الجنوب إلى الشمال. وذكر الناطق الرسمي للجنة، الطاهر بلعباس، في تصريح ل«الخبر"، بأن الجديد في هذه الحركة الاحتجاجية هو انضمام العمال "المحڤورين" من الفئات الهشة العاملين في الفندقة والأمن والحماية وشركات المناولة والأنشطة الخدماتية والذين يعانون كل أساليب "الحڤرة" والابتزاز. وقال بلعباس إن الاجتماع ضم هيئات نقابية ناشطة في مؤسساتها لم يسمّها، لكن الدولة ترفض الاعتراف بها. وأضاف بأن لجنة الدفاع عن البطالين أرادت أن تثبت بأن مطالبها وطنية وليس جهوية، وهي تريد، من خلال الحركة الاحتجاجية في بجاية الواقعة شمال الوطن، الرد على ما وقع لنشطائها في أم البواقي، حيث استخدمت السلطة، حسبه، البوليس السياسي وأئمة المساجد والاعتداء ومحاولات الاغتيال، للحيلولة دون انتقال الحراك الجنوبي إلى الشمال. من جهة أخرى، نددت اللجنة باستمرار مسلسل التوقيفات التي تطال نشطاءها، حيث أشارت، في بيان تسلمت "الخبر" نسخة منه، إلى توقيف الناشط وعضو المكتب الولائي للجنة بتمنراست، كرامي دحمان، وهذا بعد استدراجه، أول أمس، إلى مركز الأمن الولائي بتمنراست. وأكد البيان بأن أعوان الأمن "انهالوا عليه بالضرب واوقفوه لا لشيء، إلا لأنه بصدد التحضير لوقفة احتجاجية أمام الولاية". الوادي: خليفة ڤعيد عمال المناولة يواصلون احتجاجهم لليوم الثالث تدهور صحة 25 مضربا عن الطعام بحاسي الرمل واصل عمال المناولة بحاسي الرمل إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث على التوالي، والاعتصام أمام المركب الإداري لسوناطراك، رغم ارتفاع عدد حالات الإغماء وسط المضربين إلى 25 حالة، في وقت أبدى عمال سوناطراك، لاسيما المصابين بأمراض مزمنة، تذمرهم من الوجبات السريعة المقدمة لهم والمتمثلة في بطاطا وبيض مغلي. وارتفع عدد حالات الإغماء وسط عمال مؤسسات المناولة بحاسي الرمل المعتصمين أمام المركب الإداري لمديرية الإنتاج لسوناطراك، إلى 25 حالة تم نقل أصحابها إلى عيادة حاسي الرمل لتلقي العلاج، وسط مخاوف من تضاعف حالات الإصابة بالإرهاق، في الساعات المقبلة، وعدم تحمل تبعات الإضراب عن الطعام في أوساط المحتجين الذين أكدوا مواصلة حركتهم إلى غاية التكفل بمطالبهم المتضمنة زيادة في حدود 80 بالمائة من الأجر الممنوح وتغيير نظام العمل مثل عمال سوناطراك وتحسين الظروف المهنية والاجتماعية. وتسبب إضراب عمال المناولة في حرمان عمال سوناطراك من خدمات الفندقة والإطعام، رغم الاستعانة بعمال من قواعد الجنوب لتعويضهم وتحضير وجبات الفطور، إلا أن رفض الكثير منهم العمل واستخلاف زملائهم وكذا محدودية عددهم، جعل المؤسسة مجبرة على تقديم وجبات سريعة كالبيض المغلي والجبن والبطاطا المغلية. يذكر أن وفدا عن رابطة حقوق الإنسان زارت المحتجين للوقوف على حالهم والاستماع إلى مطالبهم وإيصالها للسلطات، بعد تردي أوضاعهم الصحية والنفسية. الأغواط: ب. وسيم وقفات احتجاجية لأعوان وتقنيي الغابات مطالب مهنية تتأجج قبل حرائق الصيف تجمّع العشرات من أعوان وتقنيي مصالح الغابات أمام مقر محافظتهم الولائية بالمديةوبسكرة، صباح أمس، في وقفة احتجاجية، تنديدا بأوضاعهم المهنية والاجتماعية. وحسب محتجين أمام محافظة الغابات بالمديةوبسكرة، فإنه أصبح من غير المعقول العمل في ظروف مهنية متسمة بالعجز في الإمكانات المادية والبشرية، ناهيك عن قلة وسائل إطفاء حرائق الغابات، خاصة أمام تصاعد عدد حرائق الغابات التي التهمت، الصيف الماضي مثلا آلاف الهكتارات. المحتجون يشتكون أيضا من توالي الاعتداءات عليهم من طرف مافيا الغابات، ناهيك عما يصادفه عون الغابات من ظروف قاسية أثناء أداء وظيفته "في الصيف الماضي مثلا بالمدية، لم يجد عشرات الأعوان الذين توجهوا لإطفاء حرائق الغابات بعدة مواقع جبلية وعرة خلال شهر رمضان، ما يفطرون به، وكادت الصورة تصبح أكثر مرارة، لولا تدخل الهلال الأحمر لإسعافهم بأكياس الحليب والخبز، وسط لهيب النيران"، يختم أحد المحتجين وصفه لأوضاعهم المهنية. المدية: ص. سواعدي/بسكرة: ل. فكرون طلبة بجامعة العلوم الإسلامية يقاطعون الامتحانات قاطع، أمس، طلبة السنة الأولى ماستر تخصص "مؤسسات الزكاة والوقف والتنمية المحلية"، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة، امتحانات آخر السنة، كردة فعل احتجاجية، بعد أن تأكد مجموع الطلبة الدارسين في هذا الاختصاص الجديد أن شهادتهم النهائية غير معترف بها في سلم الوظيف العمومي، وهو ما أثبتته لهم المديرية العامة للوظيف العمومي بالجزائر العاصمة ومصالحها بقسنطينة. وأشار الطلبة المقاطعون إلى أن تصنيف شهادة الليسانس مجاز إلا في منصب وكيل الأوقاف، كما ورد في الجريدة الرسمية، أما في غير هذا المنصب فلا يمكن الاستفادة من الشهادة. وطالب المقاطعون وزارة التعليم العالي باتخاذ الإجراءات القانونية من أجل تسوية الإشكال، خاصة أن بعض الطلبة ممن تقدموا إلى مسابقات التوظيف قوبلوا برفض ملفاتهم نتيجة عدم تصنيف شهادتهم. قسنطينة: ن. وردة رفضوا مشروع الخوصصة وحلّ خمسة فروع 1000 عامل يغلقون مقر "سيدار" في عنابة أقدم أكثر من 1000 عامل، أمس، يعملون ب 05 شركات وطنية تابعة لمجمع "سيدار" للحديد والصلب في عنابة، على غلق جميع المنافذ الإدارية للمديرية العامة لمجمع "سيدار" بحي الشعيبة ببلدية سيدي عمار، احتجاجا على رفضهم مشروع خوصصة وحل خمسة فروع تابعة للمجمع، مختصة في إنتاج الفولاذ والحراسة الأمنية. وندد العمال المحتجون المنضون تحت التنسيقية النقابية لجميع فروع مجمع "سيدار"، في لافتات بجميع المقترحات المقدمة من طرف إدارة مجمع "سيدار" بقيادة المدير العام حسناوي شيبوب، والتي تصب في مجملها، حسب دراجي فريد الأمين العام لنقابة شركة الحراسة والأمن، في قالب تقليص الحقوق الاجتماعية للعمال والتسريح الجزئي والجماعي المبرمج لمئات العمال، إضافة إلى تقديم إدارة مجمع "سيدار" لمقترحات غريبة، من بينها إعادة النظر في عقود وتعويضات عمال شركة الحراسة والأمن التي تضم أكثر من 1200 عامل يعملون عبر مختلف أرجاء الوطن. ودعا العمال الوزير الأول إلى التدخل وإيفاد لجنة تفتيش محايدة تضم مختلف الوزارات المعنية بالقطاع، للتحقيق في الطرق المعتمدة من طرف ما سماه العمال ب"اللوبي وجماعات السماسرة في تصفية وخوصصة الشركات الوطنية لفائدة جهات محلية وأجنبية"، عن طريق توظيف أساليب الضغط المستمر على العمال والنقابيين لغلق وتسريح جماعي لأكثر من 3500 عامل يعملون على مستوى 05 شركات وطنية، هي "هيدروسيد"، "رفركتال"، "كودسيد واوراس للإطعام والإيواء" وكذا شركة "الحراسة والأمن". ودعا العمال الوزير الأول إلى وضع مخطط إنقاذ يتماشى مع مطالب العمال، منها وضع خطة واضحة للاستثمار الوطني من المال العام في الفروع التابعة لمجمع "سيدار"، التي لها من القدرات والإمكانات ما يؤهلها لتكون في مصاف الشركات الكبرى. وطالب المنسق العام للفروع النقابية المحتجة، بتطبيق مسؤولي مجمع "سيدار" لتوصيات وتعليمات الوزير الأول، منها المراسلة المتضمنة "فتح أبواب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين للحفاظ على مناصب الشغل والاستثمار في المؤسسات العمومية"، بدلا من الاعتماد على السياسات الفاشلة لفترة 1997، التي تعمد مسؤولها التسريح الجماعي للعمال كحل لبيع مؤسسات الدولة بالدينار الرمزي، حسبهم. وكانت إدارة مجمع "سيدار"، خلال آخر اجتماع مع الشريك الاجتماعي في 30 ماي الماضي، قامت بالتوقيع على محضر اقتراحات لتسوية المشاكل المهنية والاجتماعية لعمال شركة الحراسة والأمن، إلا أن الشريك الاجتماعي رفضها، ما أزّم الخلاف بين الطرفين إلى موعد غير معلوم. عنابة: ش. نبيل تنديد بسياسة التجويع التي فرضت عليهم منذ شهرين طلبة بجاية يضرمون النار عند مداخل الإقامات الجامعية قرر طلبة جامعة بجاية تصعيد حركتهم الاحتجاجية بداية من أمس، من خلال غلق المكاتب الإدارية للإقامات الجامعية وإضرام النيران في الأسرة وعتاد المطبخ أمام الباب الخارجي لإقامة 1000 سرير وكذلك المدخل الرئيسي للمديرية الجهوية، احتجاجا على سياسة التجويع التي لجأ إليها عمال الإقامات، للضغط على الوصاية للاستجابة لمطالبهم التي رفعوها منذ أكثر من شهرين ومنع المدير الجديد من مزاولة عمله بشكل عادي. وحسب عدد من الطلبة، فإن أغلب المطاعم مغلقة منذ أكثر من شهرين من قبل العمال، والمديرية الجهوية تتفرج وكأن لا شيء حدث، حيث فضلت الرضوخ للأمر الواقع بدلا من الاستجابة لمطالب المضربين. وقالت طالبة كانت في حالة غضب إنه "من حق العمال الإضراب، لكن نحن الطلبة لن نقبل أن نكون رهائن لهم" وطالبت المديرية الجهوية بالاستنجاد بمديرية النشاط الاجتماعي لتوفير اليد العاملة الكفيلة بتشغيل المطاعم الجامعية. بجاية: ع. رضوان