تنتظر الأميار الثلاثة لبلديات عين امناس والدبداب وبرج عمر ادريس، خلال العهدة الجارية مهام ثقيلة، فالغلاف المالي الإجمالي للبلديات الثلاثة يتجاوز ال250 مليار سنتيم سنويا. ورغم ذلك فإن الإطار العام لحياة مواطني تلك البلديات لا يختلف كثيرا عن مثيله في بلدية عاجزة كبلدية برج الحواس بجنوب الولاية، والتي يقارب مدخولها مليارا واحدا فقط، هذه الوضعية من التخمة المالية لبلديات شمال ولاية ايليزي المتأتية من مداخيل البلديات من الجباية البترولية، لم تستطع المجالس السابقة توجيهها إلى الإطار الذي يلامس ويخدم حياة المواطن بصورة مباشرة وراشدة، حيث تكشف المعطيات المتوفرة عن التوجه العام للاميار خلال العهدات الماضية نحو عمليات التوريد واقتناء التجهيزات أو الدخول في مشاريع غير مجدية للصالح العام إرضاءا لبعض الأطراف من ذوي النفوذ على تسيير تلك البلديات، من دون النظر في أحيان كثيرة إلى مشاكل مرتبطة بأساسيات الحياة على غرار الماء وشبكة التطهير والإنارة وغيرها. ففي الوقت الذي تعتبر بلدية برج عمر إدريس، أغنى بلديات الولاية بأكثر من 100 مليار سنتيم سنويا، لا يزال الإطار العام للحياة متدهورا ولا يزال المواطن يشكو غياب ترشيد النفقات أو الالتزام بالمشاريع التي تخدم بجد حياته، حيث لا تزال الشكاوى من تدهور شبكات التطهير ونقص الماء الشروب والإنارة وحتى رفع القمامة، وبشكل اقل تعتبر بلدية الدبداب أفضل حالا خلال العهدة الأخيرة، بعد تدخل البلدية التي قدرت ميزانيتها للعام الجاري 98 مليار سنتيم في بعض المجالات المرتبطة بحياة المواطن والإطار العام للحياة، فيما تعتبر عين امناس التي تتجاوز ميزانيتها ال50 مليارا تعيش ظروفا أشبه بالمدن البائسة بسبب غياب مشاريع تمكن من تحسين حتى الوجه الشاحب للمدينة، ناهيك عن توفير بعض الأساسيات في المدن على غرار الإنارة العمومية الكافية ومختلف الشبكات، وتكشف هذه الوضعية مدى المهام الثقيلة التي تنتظر الاميار الجدد بمن فيهم الذين جددت عهدتهم على غرار حال رئيس بلدية برج عمر إدريس، في رفع تحدي تنمية جدية تكون في مستوى المبالغ التي تجنيها تلك البلديات من ريع البترول.