استضافت القاهرة فعاليات الدورة السابعة من "إنترناشونال فاشن آوورد" (InternationalFashionAwards)، الذي أقيم بأحد الفنادق المطلة على النيل، وكانت الجزائر ضيف شرف المهرجان، وشاركت فيه أربع مصممات جزائريات، هن شهيرة خطيب، سجى بلير، الهام خرباش، محاسن حرز الله الملقبة بالأم الروحية للزي النايلي، كما شاركت المصممة اليمنية سماح سيف، والمغربية سميرة الإبراهيمي، بينما تعذر وصول المصممة الإماراتية كلثم الطاهري بسبب فيروس الكورونا، ومن مصر شارك المصمم الشاب محمود غالي، وقد حضر المؤتمر الصحفي والفاعليات للحدث الضخم مجلة الشروق الجزائرية، التي أجرت لقاءات خاصة مع المصممات الجزائريات، لاستعراض خطواتهن الدؤوبة لنشر ثقافة الزي التراثي الجزائري. أربع مبدعات طموحات دؤوبات، لديهن من الموهبة والإبداع والكثير من الشغف بتحقيق شهرة دولية، وهو ما دفعهن إلى الانطلاق في رحلة العالمية والخروج بموروثهن الثقافي الثري من كل أنحاء الجزائر بكل فخر. من خلال العرض، جاءت الأزياء متنوعة وغنية تقدم القطع التراثية، التي تمتزج مع أخرى معاصرة، فظهرت كلوحات إبداعية مزجت فيها المصممات بين كل ما هو عصري وبين التراث الجزائري الثري المميز. سجى بلير ابنة قسنطينة: لم أتخيل يوما أنني سأعمل في تصميم الأزياء مصممة أزياء من مدينة قسنطينة، استطاعت في فترة وجيزة أن تفرض نفسها في السوق الجزائرية وعالم الأزياء، لتمزج بين التقليدي والعصري وتجمع بين أكثر من ثقافة لتجذب تصميماتها كل من يراها. سألتها عن بداياتها وخبراتها وأحلامها في عالم الأزياء؟ قالت: لقد أتممت دراستي الجامعية والدراسات العليا في مواد التجميل، وكنت بارعة في هذا المجال، وكان لدي بوتيك، لكنني لم أتخيل يوما أن أعمل في مجال تصميم الأزياء، رغم أن لدي ذوقا خاصا جدا واهتماما بالتفاصيل في كل زي أرتديه، حتى إنني كنت أشتري الخامات بنفسي، ثم راودتني فكرة دراسة تصميم الأزياء، وبالفعل سافرت إلى باريس ودرست دراسة مكثفة في فترة قصيرة، ثم عدت وقدمت أول مجموعة لي مكونة من 24 تصميما من الهوت كوتيور، ولدي تصميم يحتوي على (600 ) قطعة مرجان. استغرق تصميم هذه المجموعة ثلاث سنوات، وهي فترة طويلة، لكنني كنت أسست فريق عمل يتوافق مع دقتي وأسلوب تفكيري، كما افتتحت دار أزياء تحمل اسم "بلير" منذ عام واحد. وتأتي العميلة بميعاد مسبق، وأصمم لها قطعة خاصة بها لا أكررها، ويربطني بتصميماتي إحساس خاص، وأشعر بأنها كأطفالي. ما الذي يميز دار أزيائك؟ نحن نقدم الهوت كوتيور، ونتميز بأننا نقدم قطعة واحدة لا نكررها، كما أننا نقدم كل أنواع التصاميم، سواء كانت معاصرة، تراثية، سهرات، زفافا، ونحن لنا خصوصية، ونسعى لأن تكون هناك شخصية متفردة لكل عميلة، وأسلوب يميزها لنتوافق في العمل. هل هناك أحد من المشاهير ارتدى تصاميمك؟ نعم، المطربة الجزائرية كنزة مرسلي. ما مشروعاتك الجديدة خلال الفترة القادمة؟ لدي عرض بطلب شراكة في دبي، وهو ما سيجعلنا أكثر انفتاحا على العالم، كما أن لدي عميلات من سويسرا وإنجلترا، بالإضافة إلى أنني أستعد للمشاركة في عرض أزياء بباريس. الجمال ينطلق من عنابة الهام خرباش: أعشق "الجندورة".. وأطمح إلى الانطلاق عالميا الأزياء حالة من الفن والإلهام، والمصممة الجزائرية إلهام خرباش ابنة مدينة عنابة، صعدت بحلم طفولتها إلى سطح الطموحات، فاتجهت بحلمها إلى تصميم الأزياء لتُحدث التراث التقليدي وتأخذه إلى خارج حدود بلدها الأخضر، لتنطلق من مصر بلاد الفنون وتتوج عملها المستمر على مدى 20 سنة من الإبداع والفن والعمل. تقول إلهام: أنا من عنابة، لذلك أمثل اللبس الشرقي الجندورة الجزائرية، ويكون فوقها قفطان، سواء طويل أم قصير، ونحن نبدع في التفاصيل الكثيرة لهذا الزي التراثي، الذي لابد من أن يكون لدى كل امرأة جزائرية، خاصة العروس التي ترتدي يوم عرسها سبع قطع تبدل فيها على مدار اليوم، وتتنوع ألوانها ما بين الأبيض، (البلوسيال)، ( البوردو) إضافة إلى ألوان أخرى. ألا تزالون متمسكين بالتراث في الجزائر؟ لا يمكنك أن تتصوري مدى تمسكنا واعتزازنا بالتراث، فكل مناسبة لها زي، سواء كانت سهرة خفيفة، أم سهرة كبيرة، أم حتى زيارة منزلية، وهو ما يمنح مصمم الأزياء فرصة لكي يبدع ويقدم أفضل ما عنده. فالتصميم يستغرق ما بين 6 و7 شهور للخروج إلى النور، وكلها (هاند ميد) بالخيوط، وأحدث مجموعة أقدمها بالخيوط مع الاستراس. هل العمالة التي تقوم بهذا التطريز المتقن جزائرية أم من دول أخرى كالهند؟ لا. كل العمالة من الجزائر، فأنا أرسم وأقص التصميم، ولدي فريق عمل كامل وكذلك زميلات، وهذا التراث الجزائري يجيده الجزائريون. هذه أول مشاركة لك خارج الجزائر، فهل تعتقدين أنها ستكون ذات تأثير كبير في مسيرتك؟ نعم، بالتأكيد. إنها خطوة نحو العالمية، فأنا أحلم بأن يتعرف الناس على ثقافتنا، وأحب أن أقول إن هذا تراث جزائري عربي، كما أتمنى أن ترتدي فناناتنا العربيات من التراث العربي في التظاهرات العالمية، فهذا سيمنحهن خصوصية وتفردا. شهيرة خطيب: تراثنا غني يمنحنا الفرصة للإبداع هي مصممة ترى أن أصل كل تصميم يرتكز على الحفاظ على الهوية، وأن التراث جزء من هذه الهوية التي يعبر عنها التصميم، الذي يتحدث بلغة العصرية والحداثة، فيمتزجان معا في تصميمات جذابة وأنيقة. وتقول: أعمل في مجال تصميم الأزياء منذ عشرين عاما، ورغم ذلك تعد هذه الزيارة هي الأولى لمصر، وسعيدة بها جدا. هل توجد تصميمات في التراث الجزائري تتشابه مع المصري؟ التراث الجزائري غني وثري ومتنوع، ويمنحنا فرصة كبيرة للإبداع، ولدينا أشكال تراثية في الجزائر تتشابه مع فساتين السهرة المصرية المشاركة في التطريز والفخامة وتعدد الخامات ومزج أكثر من خامة مع بعضها البعض. الأم الروحية للزي النايلي محاسن حرز الله: أغازل التجديد ب 52 زيا تقليديا الزي التقليدي الجزائري هو عشقها، وقد استطاعت أن تعبر عن هذا العشق بلغة جديدة ومتطورة، في تصاميم تحاكي التراث التقليدي وتغازل التجديد والعصرية، حضرت إلى مصر العام الماضي وشاركت في إنترناشونال فاشون آوورد 2019، وحصلت على لقب الأم الروحية للزي النايلي.. تقول المصممة محاسن حرز الله: اللباس الجزائري غني ومتنوع، فهو يضم 52 لباسا تقليديا، منها الكرك، الجندورة، الأمازيغية وغيرها، وأنا أقدم الزي النايلي نسبة إلى قبيلة النايل أكبر قبيلة عربية، وتضيف محاسن: أنا ضد العنصرية وأحب المزج بين الثقافات والحضارات ليكتسب الزي ثراء فنيا. هل تعتمدين على نفس الخامات التقليدية؟ أعمل على استخدام خامات مختلفة من الدانتيل والتل والحرير الشيفون، مع التطريز بالخامات المختلفة والألوان المتنوعة، وأهم ما يميز الزي الجزائري هو الاحتشام والتفاصيل الدقيقة، بالإضافة إلى الشغل اليدوي، سواء بخيوط الذهب أم شغل الفتلة، فتبدو كل قطعة في النهاية كلوحة فنية خاصة جدا. وأخيرا.. كانت صورة المصممات الجزائريات في إنترناشونال فاشون أوورد مشرفة، تعكس حضارة دولة وثقافة شعب وأناقة نساء المجتمع الجزائري الراقي.