دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس الثلاثاء لعبر تلفزيون العربية الرئيس السوري بشار الأسد إلى بدء مفاوضات سلام مباشرة بين البلدين وعدم انتظار وساطة أمريكية, وقال أولمرت انه لا يريد حربا ويسعده أن يصنع السلام مع سوريا ردا على دعوات الأسد في أكثر من مرة عن لرغبته في استئناف المحادثات مع إسرائيل من خلال طرف ثالث. جاءت دعوة اولمرت ردا على إشارات سورية طرحت الأسبوع الماضي قال فيها مسؤول بوزارة الخارجية السورية أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات دون شروط مسبقة. وان البلدين حلا نحو 85 في المئة من المشكلة في المفاوضات السابقة, أين أعلنت سوريا الشهر الماضي أنه إذا قدمت إسرائيل تنازلات في مفاوضات السلام فستتعاون مباشرة مع واشنطن للمساعدة في الحد من العنف بالعراق وتغيير طبيعة علاقتها مع إيران. ويقول محللون أن سوريا تريد استعادة الجولان الآن أكثر من أي وقت مضى بعد أن اضطرت لسحب قواتها من لبنان قبل عامين وفي ظل تصاعد الضغوط الأمريكية عليها لدورها في العراق ولبنان, على الأخص اتهام دمشق بدعم المسلحين في العراق واستضافة قيادات فلسطينية من النشطاء. وفي نفس السياق دعا وزراء خارجية فرنسا وايطاليا وأسبانيا وسبع دول أوروبية أخرى يوم الاثنين لعقد مؤتمر دولي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقالوا إنه يتعين على إسرائيل تقديم مزيد من التنازلات من أجل السلام, ففي خطاب مفتوح لتوني بلير المبعوث الجديد للجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط رحب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط وهي بلغاريا وقبرص وأسبانيا وفرنسا واليونان وايطاليا والبرتغال ومالطا ورومانيا وسلوفينيا بمساعي الدول العربية لإحلال السلام بعد تعثر خطة "خارطة الطريق" التي دعمتها الولاياتالمتحدة. وقال الوزراء في خطابهم الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية " خارطة الطريق فشلت.والوضع الحالي القائم منذ عام 2000 لن يفضي لشيء." وتابعوا أن هناك حاجة "لإعادة تحديد أهدافنا" مضيفين أنه ينبغي لأوروبا واللجنة الرباعية أن تطلبا من إسرائيل بحزم أن تقدم مزيدا من التنازلات لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وذكر الوزراء أن من بين أهدافهم أيضا وضع حاجة إسرائيل للأمن في الاعتبار ودراسة إنشاء قوة دولية لفرض وقف لإطلاق النار بين الفلسطينيين كما دعا عباس, وقالوا أن "فكرة إنشاء قوة دولية قوية تابعة لحلف شمال الأطلسي أو مشكلة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة مثلا فكرة تستحق الدراسة". للتذكير فقد انهارت المفاوضات بين سوريا وإسرائيل عام 2000 دون حسم مصير مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة اعتبرها مجلس الأمن الدولي لاغية وباطلة. القسم الدولي/ رويترز