عرفت في اليومين الأخيرين أسعار الدجاج عبر مختلف ولايات الوطن ارتفاعا مذهلا ارتبط بقلة العرض في أسواق الجملة وزيادة الطلب في هذا الشهر الفضيل المعروف بالاستهلاك الواسع للحوم البيضاء. فبعد ما كان سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج في حدود 180 دج ارتفع فجأة إلى 300 دج أي بفارق بلغ 120 دج وهي زيادة كبيرة سجلت دفعة واحدة ودون أي مقدمات فصدمت المستهلكين الذين باتوا على ثمن زهيد واستيقظوا على أسعار ملتهبة. وحسب المختصين في تربية الدواجن فإن الزيادة سببها نقص العرض المرتبط بعزوف أغلبية المربين على تربية الدجاج، وكان ذلك مع بداية جائحة كورونا وما ترتب عنها من إجراءات وقائية في مقدمتها الحجر الصحي الذي فرمل نشاط المربين الذين وجدوا صعوبة في استئناف نشاطهم وخلق دورات جديدة في تربية الدواجن، خاصة مع صعوبة التنقل داخل وخارج الولايات وعدم تمكنهم من اقتناء العلف، حيث واجهت شاحنات الفلاحين وصانعي العلف صعوبة في نقل مختلف المواد المرتبطة بتغذية الدواجن. وقد تزامن ذلك مع إشاعة توقيف استيراد مادتي الصوجا والذرة بسبب الوباء، الأمر الذي زاد في تخوف الفلاحين والمربين الذين ترددوا في شراء الصيصان وتربيتها خشية أن يصطدموا بأزمة تغذية، خاصة مع توقف نشاط العديد من المطاحن المختصة في تصنيع العلف وتوقف كذلك العديد من المذابح عبر الوطن عن النشاط بسبب الوباء. هذا العزوف الذي بدأ منذ حوالي شهرين ظهرت نتائجه هذه الأيام، أين سجل تراجع كبير في وفرة الدجاج عند المربين، خاصة بعد ارتفاع نسبة الاستهلاك في منتصف شهر رمضان وهي المناسبة التي مست كمية كبيرة من المنتج، ما يعني نقص في العرض مس مختلف الأسواق عبر الوطن، ولذلك سجل ارتفاع سريع في الأسعار، حيث كان سعر الجملة يقدر ب130 دج للكيلوغرام، ثم ارتفع إلى 180 دج، بينما بلغ أمس 220 دج ولذلك وصل سعر التجزئة إلى 300 دج. وحسب المختصين فإن السعر سيواصل الارتفاع الأيام المقبلة وقد يتجاوز عتبة 350 دج، مسجلا بذلك لدغة للمواطن البسيط الذي يعتمد بنسبة كبيرة في مائدة رمضان على اللحوم البيضاء المعروفة كمادة في متناول أغلبية الجزائريين وأفضل بديل للحوم الحمراء التي لازالت صعبة المنال. ويرتقب بعض المختصين استقرارا في الأسعار في حالة ما إذا تدخل الديوان الوطني لتربية الدواجن لإخراج مخزونه الذي خصصه لشهر رمضان، حيث سبق له في شهر مارس المنصرم أن اشترى 100 ألف قنطار من الدجاج اقتناها من المربين للتخفيف من أزمتهم والحفاظ على توازن السوق وامتصاص الفائض من المنتج الوطني، وكان ذلك طبقا لتعليمات وزير الفلاحة بالاتفاق مع المجلس الوطني لتربية الدواجن. كما عرفت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا كبيرا بولاية برج بوعريريج في اليومين الأخيرين، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد للدجاج من 200 دج إلى 320 دج، وهو الأمر الذي أثار استياء المواطنين الذين وجدوا أن هذه الزيادة تتعارض مع تصريحات وزير التجارة المطمئنة بخصوص استقرار الأسعار طيلة الشهر الفضيل. وأكد عدد من باعة اللحوم البيضاء في تصريح ل"الشروق"، أن هذا الارتفاع المفاجئ للدجاج جاء نتيجة عدم توفر الدجاج بالشكل الكافي، بعد أن قام مربو الدجاج بتسويقه خارج الولاية على غرار الجزائر العاصمة، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الدجاج طيلة الأيام القادمة، حيث طالبوا السلطات الولائية بالتدخل من أجل منع تسويق الدجاج خارج حدود الولاية وهو الأمر الذي سيضمن استقرار أسعاره. وأوضح زايدي عبد الحميد، رئيس جمعية حماية المستهلك ببرج بوعريريج في اتصال مع "الشروق"، أن ارتفاع أسعار الدجاج راجع لعدم قيام مربي الدجاج بتربية الدجاج بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها بسب غلق المطاعم ومطاعم الأحياء الجامعية في ظل الحجر الصحي المفروض للوقاية من وباء "كورونا" وغيرها من الجهات التي تعودوا على تسويق منتجاتهم إليها، فيما سارع عدد من مربي الدجاج إلى تسويقه خارج الولاية، وأكد المتحدث أنه سيجتمع مع الوالي من أجل النظر في هذا المشكل.