تعرف أسعار الدجاج بسطيف، وغالبية الولايات، انخفاضا تاريخيا بعد ما نزل الكيلوغرام الواحد تحت عتبة 200 دج، جامعا بذلك بين فرحة المستهلك وأسى المنتجين الذين تكبدوا خسائر معتبرة. هذا النزول في السعر فرضته بورصة الدجاج بعدة مناطق أبرزها وادي سقان بميلة المعروفة وطنيا بسوق الدواجن الذي يستقطب التجار والمنتجين من مختلف ولايات الوطن. وهي السوق التي يتبعها كل المربين عبر التراب الوطني على رأسهم منتجو هذه المادة البيضاء بلدية الطاية بشرق ولاية سطيف والمعروفة هي الأخرى بتربية الدواجن. وحسب الخبير المختص في تربية الدجاج وإنتاج العلف السيد بشاغة برباش فإن تراجع أسعار الدجاج مرتبطة بزيادة العرض ووفرة الإنتاج وتزامن جاهزيته في نفس الفترة عند أغلبية المنتجين، خاصة بولاية سطيف وبلدية الطاية تحديدا، وهي الوفرة التي كانت وراء الانخفاض الكبير لسعر اللحوم البيضاء وهذا أمر منطقي يقتضيه السوق. ويؤكد السيد بشاغة بأن سوق الدواجن في الجزائر بحاجة إلى تنظيم وتحكم أكثر في كمية الإنتاج والتي لا تخضع حاليا إلى دراسة عليمة، كما أن القطاع يفتقد لميكانيزمات تصدير الدجاج للتصرف في الفائض الذي من شأنه أن يلحق أضرارا بالمنتجين وهو الإشكال الذي وقع فيه المربون في هذه الفترة ووجدوا أنفسهم مرغمين على تخفيض الإنتاج. وللتحكم أفضل في السوق، ينبغي تحديد أمهات الدواجن المعروفة باسم “الروبرو” الذي يستورد أغلبيته من الخارج. وإذا كانت الأسعار منخفضة في الوقت الحالي، فإن التساؤل الكبير يتعلق بشهر رمضان المقبل، هل سيبقى الوضع على حاله، أم ستلتهب الأسعار؟ وهنا يطمئن الخبير بشاغة برباش كل المستهلكين عبر الوطن ويقول بأن أسعار اللحوم البيضاء لن تعرف ارتفاعا في شهر رمضان المقبل، لأن المربين حضروا أنفسهم جيدا لهذا الشهر الفضيل، خاصة المهنيين منهم الذي اتخذوا كل الاحتياطات اللازمة لتوفير الدجاج بالكميات التي تحتاجها السوق الجزائرية في تلك الفترة. ومن جهة أخرى، يقول محدثنا إن الديوان الوطني لتغذية الأنعام بالجزائر خصص 10 آلاف طن من الدجاج المجمد لتسويقه في رمضان، وبالتالي لن يكون هناك أي نقص، خاصة أن هناك وفرة في الصيصان، ومن طبيعة الفلاحين أنهم يركزون على الإنتاج في رمضان ما يعني أن الأسعار ستعرف استقرارا في هذا الشهر، ويرتقب أن يكون الكيلوغرام أقل من 300 دج. وفي كل الأحوال يبقى قطاع الدواجن في الجزائر بحاجة إلى تنظيم لتفادي الاضطرابات التي يعرفها من حين لآخر.