فضل عماد الدين زناف أن تكون باكورة أعماله رواية انطلق فيها من الغموض والفلسفة من خلال العلاقة التي قد تربط بين البشر والتنين. في هذه الدردشة يتحدث عماد الدين عن أولى تجاربه الإبداعية، وعزا خياره لجنس الرواية كبداية لمشواره. عنوان الكتاب غريب لا يوحي بأنه رواية؟ العنوان هو عبارة عن ملخّص لتساؤلات الشّباب، بين القوّة والضّعف، بين الخير والشّر، عنوان يجسّد مقابلة حاسمة أسطورية بصيغة فتنتازيّة، التنين يمثّل ما يميل له خيال القارئ لكنّه وصفة عامّة يمثّل الشّر، والبشر هو الجانب المقابل يمثّل الطيبة والخير، رغم التداخل الذي تتطرّق إليه الرواية. على اعتبار أنها أول تجربة لك في النشر كيف اخترت الدار؟ في حقيقة الأمر، قبل يوم واحد من إتمام الرواية لم أكن اعرف ولا دار نشر جزائريّة لبعدي التّام عن عالم التأليف، وحيث كانت معظم مطالعاتي لإصدارات فرنسية قديمة.. حتى نصحتني إحدى الصديقات التي تملك سبقا في التعامل مع الدور والمعارض بالتوجه إلى دار المثقف، فكان أن أمضيت العقد مع الدار مطلع فيفري. لماذا اخترت دار المثقف تحديدا؟ بعد أن وجّهتني تلك الصديقة، أعجبت بالطريقة التي يتم فيها التعامل مع الكتاب، كانت رغبة سريعة في إتمام العقد، لأنّني اطلعت وتصفحتُ عديد إصدارتهم. ورغم أنني عرضت العمل على دور أخرى وقبلته لكنني فضلت دار المثقف لشهرتها في سوق الكتاب. وهل كانت التجربة الأولى ناجحة؟ تجربة لحد الآن اعتبرها ناجحة جدا، نظرا للتواصل الدائم مع أسرة الدّار، الاستجابة مع كل طلب أو امتعاض بكل مرونة، والجانب المادي كان مريحا جدا نظرا لفوزي بالمرتبة الثانية في مسابقة محلية للدار كأحسن رواية لشهر فيفري في منافسة انتهت إلى اختيار أحسن عشرة كتاب للدار. كتاب ينشر لأول مرة هل وجد توجيها مثلاً؟ لم أجد أي توجيه، ولم أطلب ذلك لإحقاق الحقّ، لأنني لطالما آمنت بالاندفاع وعدم طرح التساؤلات، التي كثيراً ما تعطّل صيرورة الإبداع والإنتاج، كتبت فقرات متلاحقة ثم كونت فكرة عامة تطوّرت إلى رواية تتخللها الكثير من الميولات الفلسفية. لماذا اختار أن يبدأ من الرواية وليس مثلا الشعر أو القصة؟ في الحقيقة عند بداياتي، لم أحدد نوع الكتاب، لكن مع تلاحق الأفكار، وجدت أن طرح بعض المواضيع والأفكار غير ممكنة بطريقة وصفية جامدة بلا قالب قصصي، فقد يساء فهمها أو يساء استغلالها، وبما أنني وجدت أن صيرورة الأفكار تتماشى والطرح الروائي الممزوج بالخيال والفلسفة، فكان أسهل علي نوعا ما أن استرسل في الكتابة. ولكنني قد أترك يوما ما بابا مفتوحا لرياح الشّعر والقصة كي يهبّ على أوراقي.